news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الحب يبني الوطن والكره يهدمه ... بقلم : عهد ابراهيم

الإنسان أينما وجد هو يشغل مساحة صغيرة في وطن كبير يعيش فيه وهذا الوطن بغض النظر عن الإيجابيات والسلبيات الموجودة فيه والأخطاء والتجاوزات التي تمارس من بعض الأشخاص الموجودين في مراكز قيادية ومناصب حساسة والتي تضر بالوطن والمواطن إلا أنه في النهاية يمثل شرف وعرض وكرامة الإنسان ولا يجوز أن نكره وطننا لسبب من الأسباب وننتقم منه ومن الناس الذين يعيشون فيه بل يجب أن نحافظ على حبنا له ونزيد من تمسكنا به ونعلم أولادنا على حب الوطن والوفاء والإخلاص له والخوف عليه والدفاع عنه عندما ينادينا الواجب حيث تكون الأطماع والأخطار تهدد أمنه وأرضه وشعبه ..


ولكن هناك آباء زرعوا الحقد والكره والطائفية في نفوس أولادهم لمدة سنوات وقد إنتظروا اللحظة المناسبة للتعبير عن حقدهم الأسود وما ذنب الأجيال الجديدة حتى يزرعوا فيهم كره الوطن فإذا عجزوا عن حب وطنهم الذي يجمعهم وإذا لم يكن فيهم خير له فهل سيكون فيهم خير للشعب الذي يعيش فيه , وعندما نكره الوطن فإننا نفتح المجال لأيادي غريبة أن تلعب فيه ففي المجال السياسي تغير وجهة الدولة وعلاقاتها بما يتناسب مع مصالحها وفي المجال الإقتصادي يتم عقد الإتفاقات وإبرام العقود التي تجعل من هذه الأيادي الغريبة مسيطرة على ثروات وخيرات الدولة وتنهب إقتصادها

 

وحتى في المجال الإجتماعي يتم زرع الأفكار الدينية المتطرفة والعادات والتقاليد المتشددة وأساليب جديدة في التعبير عن الحرية وفرض الرأي دون أن يكون هناك حوار ومناقشة ومهما كلف الأمر فيجب أن يفرض رأيهم على الشعب , وهكذا تضيع القيم الأخلاقية والمبادئ الأساسية التي تعود وتربى عليها الشعب ويبدأ يعاني من أزمة أفكار مشوشة وعقول مرتبكة وهكذا يكون بحاجة لمن يأخذ بيده ويهديه إلى طريق الصواب وطبعاً يوجد بعض الشخصيات التي يمكن الإعتماد عليها وممكن أن تأخذ بيد الشعب وتنور طريقه وتصلح أفكاره وتزرع فيه حب الوطن

 

 وإلى متى ستبقى هذه الحرب التي جلبت معها الموت والجوع والمرض والفقر والألم والحزن وقد غيرت المفاهيم والحقائق وبررت القتل والذبح وحرمت فعل الخير والرحمة في نفوس البشر وهل هذا كله سيشفي غليلهم وحقدهم وكراهيتهم وخيانتهم وكيف ينامون على وسائدهم وبالهم مرتاح وضميرهم مطمئن على ما إقترفت أياديهم القذرة والملطخة بالدماء وفي رقبتهم مئات القتلى والجرحى وخسائر بالمليارات وهم يعرفون بأن كل يوم يمر من هذه الحرب يعني أن حجم المعاناة أكبر وإذلال وإهانة الشعب في لقمة عيشه أطول وأعداد المشردين والمهجرين في تزايد أكثر

 

 فالسوري بدأ يخاف من أخيه السوري بعد أن كانت سورية رمزاً للتعايش السلمي واليوم أعداء سورية والمرتزقة جعلوا منها رمزاً للطائفية والفتن والتحريض وساحة للجهاد والفتاوى الغير أخلاقية ولكن لا بد أن يأتي اليوم الذي يكسرون فيه وتذهب كل أحلامهم وأطماعهم مع الرياح وهم لطالما تغنوا برياح التغيير التي ستكون نتائجها عكسية عليهم , وأنتم أيها السوريون يجب عليكم أن تحبوا سورية كل يوم أكثر من الذي قبله والأهم أن تعلموا أولادكم حب الوطن لأن هذا الحب له أهمية كبيرة ومصيرية في حياتهم المستقبلية وحافظوا على وحدة سورية وتضامنوا وتكاتفوا مع بعضكم وكونوا يداً واحدة في وجه الأعداء لأن هذا كله يساعد على إنهاء الحرب وإحلال السلام في بلدنا الغالي فأنتم الذين أسستم الماضي وبنيتم الحاضر والأمل عليكم في تطوير المستقبل .

 

 


 
2013-07-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد