لاحظت أن سيدنا آدم عليه السلام هو الذي تسبب
بخروجه وحواء معه من الجنة. يعني بعكس ما هو شائع أن حواء كانت السبب في ذلك.
لذلك نيابة عن بني جنسي أتقدم باعتذار شديد اللهجة لحواء. وكل عام وهي بألف بخير.
أما كيف توصلت لذلك ، فهو كالآتي:
أثناء قيادتي للسيارة مستمعا للقرآن الكريم (سورة
طه )، استوقفتني هذه الآيات:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
116. وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ
أَبَى
117. فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا
يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى
118. إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى
119. وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى
120. فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى
شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لّا يَبْلَى
(صدق الله العظيم)
من هذه الآيات الكريمة نستنتج أن النصيحة من الله عز وجل موجهة لآدم عليه السلام
وقد سماه بالاسم. وقد أخبره سبحانه بأنه لن يجوع ولن يعرى ولن يظمأ ولن يضحى (لا
يظهر للشمس فيؤذيه حرّها) في الجنة إذا ابتعد عن الشيطان عدوه ووساوسه.
لكن ((آدم )) ـــ وليس ((حواء)) ــ لم يستمع لتعليمات ربه سبحانه ، وإنما استمع إلى
وسوسات الشيطان الذي أغراه بشجرة الخلد والملك الذي لا يبلى (الشجرة). فأكلا منها.
وعصى ((آدم )) ربه فغوى.
يعني آدم هو العاصي الذي كان سبب الشقاء ، وليس حواء كما يقال. لأنه هو من تلقى
التعليمات ولم ينفذها، وهو الذي عصى. وجنى على نفسه على وحواء (المسكينة) معه.