news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
أحضرت إصبعه معها!...بقلم: وحيد كامل

في أحد أيام الدراسة الجامعية ، وبعد خروجي من محاضرة شعرية للدكتور محمد توفيق البجيرمي ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، وبعد انتهاء دوام ذلك اليوم الربيعي الجميل ، حيث كانت النسمات تداعب شعر الطالبات ، فتحرق قلوب شباب كلية الآداب ، توجهت لأستقل سيارة السرفيس قاصداً البيت.
 


جلست في الكرسي الأخير الذي يتسع لأربع ركاب و ترنمت وانطربت لأغنية المطرب الشعبي أحمد عدوية التي يقول فيها : ( يا بنت السلطان .. حني على الغلبان .. المية بإيديكي .. ومحسوبك عطشان).فارتفع منسوب الرومانسية عندي ، وكاد يفيض إلى المقاعد المجاورة.

صعد السيارة ثلاث طالبات جامعيات من كلية الطب المجاورة لكليتنا ، وجلسن جميعاً إلى جانبي ، فأشرقت روحي وفاضت الرومانسية ، وشعرت أن الحياة جميلة ، وأيقنت أن الرزق مكتوب للإنسان أينما جلس ، حتى لو في المقعد الأخير.

قالت إحداهن لزميلتها :

ــ لقد أحضرت إصبعه معي.

شدني ما قالت ولفت انتباهي . ثم فتحت محفظتها وأخرجت منديلاً . وأخرجت من المنديل إصبع رجل.

بهتني المشهد ، وطارت الرومانسية ، وهبطت عليَّ جدتنا الغولة لترعبني ، فقلت متسائلاً:

ــ هل هذا إصبع رجل؟!

قالت :

ــ نعم ، إصبع رجل ، أحضرته من محاضرة التشريح ، لنراجع درس الأعصاب والعضلات في البيت.

أحسست أن رأسي يدور ، وكاد يغمى عليَّ. ثم تذكرت أنه يجب أن لا أكون ضعيفاً ، وبخاصة في حضور ملكات الأناقة والجمال ، ويجب أن أتماسك ، فقررت أن لا أنظر إلى الإصبع ، ونظرت إلى وجه إحداهن كي أنسى المنظر، فوجدت أن وجهها جميل جدا يسبب الإغماء أكثر من شدة جماله . فما كان مني إلا أن نظرت إلى رأس سائق السرفيس وأن أغني مع أحمد عدوية : يا بنت الغالين مين في حلاوتك مين .. يلي جمالك فاكهة .. وكلامك فيتامين) .

أقول قولي هذا ، ولست خائفاً من زوجتي لأن ذلك كان قبل الزواج بثلاث ساعات وخمس سنوات وشهر ، وبداية مرحلة الطيش الثانية. يعني أن حقها باللوم والعتاب سقط بالتقادم.

قال أحضرت إصبعه معي قال.
 

2017-05-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد