في اجواء الضباب بسبب محدودية الرؤيه وعدم وضوح الافق الا لمسافات قصيره توجه الاجهزة المعنية في الدول عادة تحذيرا لمن يقودون السيارات من خلال المحطات الاذاعيه وتحضهم على اضاءة مصابيح الضباب في مركباتهم والالتزام بقواعد السير والمرور والارشادات وعدم القيادة بسرعه حفاظا على حياتهم وحياة غيرهم من البشر وممتلكاتهم وممتلكات الاخرين والممتلكات العامه بغية تقليل حوادث السير
ولو اعتبرنا مسيرة الامم مثل قيادة السيارات في الشوارع فان احداث العنف تشبه اجواء الضباب والفارق ان البشر يصطدمون ببعضهم ويغدو الصراع مثل تقاطع متعدد المسارب و اشارات ضوئيه معطله ويصبح التقدم في البداية صعبا ليصبح مستحيلا في مراحل لاحقه وتتوقف عجلة الحياة وتنشط دورة الموت والاعاقه والخراب والدمار وتغدو مقومات الحياة الاساسيه نادرة الوجود ان لم نقل مفقوده واهمها الخبز وحليب الاطفال والدواء والوقود والكهرباء و وسائل الاتصال وتتحول الى سوق سوداء لاستغلال المحتاجين اصلا والذين كانوا يدبرون نفقات حياتهم بصعوبه في ظل اوضاع عاديه واسعار معقوله للاساسيات
وعلاوة على ما سبق في مناطق معينه يختفي السقف والجدران اضافة الى فقدان مقومات الحياة الاساسيه وتنشط الاشاعات وتبادل الاتهامات وتدخل الحريصين فعليا وشكليا على انهاء الازمه وتتداخل قوى من الجوار القريب والبعيد والشقيق والغريب والحليف والعدو والكل يصرخ ويستصرخ ويستخدم عذابات الناس سلعة لحصد ثمار ماليه او معنويه او تحقيق اطماع سياسيه باستخدام كل الوسائل الغير اخلاقيه وتتناقض مع منطق المعاملة الانسانيه وكل ذلك على اكتاف الضحايا الحقيقيين وهناك فارق بين من هو في وضع وظروف مأساويه وبين من يمثل ذلك ويستصرخ لتحقيق اغراض واهداف غير نبيله لتدمير من يقف ضده وتحقيق فوز لنفسه او لحليفه وهنا تلعب وسائل الاعلام ومواقع التواصل دورا مهما ونسمع نفس الخبر بصيغ لا حصر لها على سبيل المثال في حادثة قتل (مقتل شخص على يد مجهول – وضع شخص نفسه تحت ساطور عابر سبيل مما افقده حياته واتهم عابر السبيل ظلما - اضطر شخص مسكين الى استخدام الساطور لقطع رقبة شخص مقيد اليدين والرجلين دفاعا عن النفس – العثور على جثة بلا رقبه وتوجيه التهمه تلقائيا لطرف بعينه لان )
والاعلام بهذا الشكل موجه لاهداف تتلائم مع سياسة الوسيلة الاعلاميه المقروء والمرئي والمسموع والناس البسطاء يتناقلون الخبر على اساس انه صحيح وغير قابل للنقاش والسؤال اذا كانت وسيله اعلاميه تنشر الخبر او الحدث عكس وسيله اعلاميه اخرى فمن نصدق واذا صدقنا الجميع نحن عديمي الفطنه وهنا يكون فعل وسائل الاعلام مثل تشكيل ضباب امام اعين العقل (البصيره ) بغرض خلط الحق بالباطل وتغليف الباطل بقناع الحق واستخدام الحق ركوبة للوصول لهدف باطل مثل كلام الحق الذي يراد به باطل وصولا الى مرحلة من الضباب كثافتها فوق العاده لتحقيق الاهداف التي تم التخطيط لتحقيقها من وراء الضباب المصطنع في وسائل الاعلام التي تخدم تغذية الفتن للاكثار من الصراعات التي نتيجتها دمار البشر في منطقة معينه لاهداف استخدام الارض المستهدفه حديقة للجيران وسكانها عبيد للجار القوي ويتحول ابناء الوطن عبيدا على ارضهم التي كانت وطنا حرا سيدا مستقلا ولكن انعدام الفطنه وهشاشة الانتماء والطمع والجهل تساعد على الاستفاده من الضباب المصنع وتكون عناصر خادمه لاهداف الاعداء ومن يعتبر نفسه كاسب هو في الحقيقة خاسر ومن يعتقد انه خرج منتصرا يكون واهما لان دمار بيت العائله خسارة حتميه لكل اصحابه والساكنين فيه ومن يحاجج فليفكر ببيته الصغير