هل يستطيع أياً كان من تفسير الظاهرة التالية:

حينما قررت الولايات المتحدة احتلال العراق كان المتحمس الأكثر لمثل هكذا عمل هو رئيس الوزراء البريطاني وقت ذاك طوني بلير وكلنا يعلم بأن العراق كانت في الغاير من الأزمان مستعمرة بريطانية !!!

و حينما قررت الولايات المتحدة خلق الفوضى في ليبيا كان المتحمس الأكثر لمثل هكذا عمل هو رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني وكلنا يعلم بأن ليبيا كانت فيما مضى من الأيام محمية إيطالية !!!

واليوم حينما تقرر الولايات المتحدة التورط بالحرب على سوريا نجد المتحمس الأكثر لمثل هكذا عمل هو الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وخليفته الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند وكلنا يعلم بأن سوريا كانت في السابق محتلة من قبل فرنسا !!!

وهكذا دواليك ...

المقصود من هذا الإستعراض المقتضب والسريع أن لا يعتقد أي منا أنه يعيش في بلد مستقل وبعيد عن أي هيمنة خارجية ... فبحسب ما أوردناه - وبمنظور المنظومة الدولية - فإننا ما نزال نقبع  تحت سطوة تلك البلدان التي كانت تحتل أراضينا بشكل مباشر ( وفق سايكس بيكو وتحت مسميات ابتدعها الغرب )، رغم أننا نختفل كل عام بجلاء ذاك المستعمر عن أراضينا، إذاً ما زلنا نعيش حتى يومنا هذا تحت مظلة ما بات يطلق عليه اليوم لفظ الإستعمار الحديث أو غير المباشر.

هي دوامة ندور في أتونها، ويجب علينا أن نعلم علم اليقين بأن نضالنا الحقيقي يجب توظيفه ليس ضد أبناء جلدتنا، إنما علينا أن نوقن بأن المستعمر ما يزال يقبع فوق صدورنا - وذلك ما ألقينا الضوء عليه آنفاً - وهو الأولى بأن نوجه حرابنا إليه، وأن لا ندعه يزجنا في غياهب لا طاقة لنا بها، فيجعلنا شيعأً ليكون بأسنا فيما بيننا، وذاك ما لم يعطه الله عز وجل نبيه الأكرم حينما سأله، وقد وردنا ذلك بالحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه:

راقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة صلاها كلها , حتى كان مع الفجر فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته و فقلت : يا رسول الله , لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت مثلها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل , إنها صلاة رغب ورهب . سألت ربي , عز وجل , فيها ثلاث خصال , فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة : سألت ربي , عز وجل , ألا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا , فأعطانيها . وسألت ربي , عز وجل , ألا يظهر علينا عدوا من غيرنا , فأعطانيها . وسألت ربي , عز وجل , ألا يلبسنا شيعا , فمنعنيها

الراوي:خباب بن الأرت المحدث:أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/783

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فتبينوا ما يدور من حولنا رعاكم الله...