news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
قراءات مستقبلية -2-...بقلم : afjsa1

خلصنا فيما مضى .. إلى أن محور الممانعة بات - في الألفية الثالثة - يقلق الكيان الصهيوني، لما يمتلكه من إيمان قوي بمسألة الوجود وعدم التغييب، عجز الكيان الصهيوني - بكل ما أوتي من جبروت - من غرس مثيله في نفوس رجالاته الذين يعتمدهم من اجل إستمرار وجوده .


تعادلت كفتي الميزان .. فعتاد حربي فائق الجودة يمتلكه الكيان، ويخفق في توظيف من يستطيع أن يستخدمه بطاقته القصوى، في مواجهة عزيمة لرجال أشداء، تظهر في الميدان، تمتلك أدواة الصمود والقتال بشكل يرهب أعتى جيوش العالم وأكثرها تطوراً .

 

لم يقف قادة الكيان مكتوفي الأيدي أمام هذه الحقيقة التي باتت تؤرقهم، فكيان عملوا على صقله وتطويره منذ زمن ( نابليون بونابرت )، لا يمكن بأن يتصور بأن يسحق في أيام معدودات، لذلك قرر الطغاة - بكل ما يمتلكون من دهاء - في تغيير شكل الصراع في منطقة الشرق الأوسط، من عربي اسرائيلي إلى عربي عربي، مستفيدين من قضية الملل والنحل المتجذرة في أوصال الكنتونات في المنطقة، والتي ما فتئوا أن يسعروا فيها لهيب حقدهم في كل حين، وكيف لا .. وهم اليهود الذين جاهروا بقتل ملوكهم والأنبياء.

 

بدأ الصراع بلونه المختلف، وحمي الوطيس على كل الجبهات بدون أدنى هوادة، استخدمت كافة الوسائل والإمكانيات، حتى بتنا ندور بفلك حرب عالمية ثالثة، لكن بسيناريو جديد لم يعهده العالم من قبل .. توالت الأيام بين مد وجذر - يوم لنا ويوم علينا - واختلطت الأوراق حتى أمسى المتبحر الصنديد في مجال السياسة والتحليلات، لا يجرؤ على استشراق القادم من الأيام إلا بالتمني والدعاء - كما حال المشعوذين -  وللحفاظ على ماء الوجه، صار الواحد منهم يتفاخر وبعد وقوع حدث ما، بالتذكير بأنه أشار لما سيحدث، ولو بالنذر اليسير من الإحتماليات!.  

 

طالت المعركة، وبتنا نسمع وبشكل مضطرد عبارة < لا غالب ولا مغلوب > .. فمعنى كلمة النصر لا تعني في أية لغة من اللغات، على أنها القضاء الساحق للخصم، وتدميره بكل ما يملك من أدوات أو معدات عن بكرو أبيه...

 

وبالعودة لقواميس المفردات السياسة، يمكن استنباط معنى كلمة النصر من إحدى المدلولات التالية:

 

·   الاستيلاء على حق من الآخر بالتهديد المباشر أو باستخدام القوة والجبروت الذين لا يستطيع ذلك الطرف ردهما أو مواجهتهما، وهكذا يكون الإحتلال أو الإغتصاب.

·   استعادة حق مسلوب من خصم في الغابر من الأيام، وارغامه على التخلي عن هذا الحق مرغماً أو بالتفاوض، وبذلك يكون الإستقلال.

·        دحر عدو يحاول سلب حق وإجباره على التقهقر وجر ذيول الخيبة والهزيمة، وهو ما يعرف بالصمود والتصدي.

 

وبقراءة متأنية .. نجد أنه لا يصلح أي من تلك الدلالات لإسقاطه على ما وصلت إليه الحالة في الصراعات الدائرة اليوم، والتي أطلقوا عليها اسم الربيع العربي .. إذن ماذا ينتظر من مثل هكذا صراعات ؟؟؟

 

بالمختصر المفيد نقول هي عملية إستنزاف لطاقات وقدرات الأمة ... من يمتلك المال يبذله سخياً من أجل القضاء على مشاريع التطوير والنهوض المتبناة من قبل من يمتلك حسن التخطيط والرؤى المستقبلية، بدعوى أن تلك المشاريع ستؤدي في نهاية المطاف إلى إقصاء دول أصحاب رؤوس الأموال، ولتخليهم عن حق إتخاذ القرار عن الواجهة.    

 

كان الشعار المطروح من أجل الشروع بتنفيذ مخطط قد مهد له في بداية الألفية الثالثة - الدعم من أجل رفع المعاناة - عن شعوب بلدان بذاتها، ولكن عندما ينقلب الدعم إلى بازار يكون فيه حجم ذلك الدعم مكافئاً للمقابل الذي يمكن أن يستخلصه الداعم من أجل تنفيذ مخططه، يتحول ما يمنح إلى  أجر لأناس مأجورين، إرتضوا أن يتحولوا في هذا البازار لسلع تباع وتشرى، والمتصرف من يدفع أكثر!.

 

بالرجوع لما آلت إليه الأوضاع على الساحة السورية يمكن أن نبين - بحسب إحصائية متواضعة - بأن عدد الكنتونات الإرهابية التي تحمل السلاح، والممولة من الخارج تجاوزت الـ 360 كنتون، لا يربط بينهم سوى التبعية لمن ينفق عليها ... وبالتالي لو قسمت تلك الكنتونات على من يدعون بأنهم يمثلون المعارضة السورية في الخارج ( الإئتلاف أو هيئة التنسيق ) لنجد بأن نصيب كل متزعم معارض أكثر من كنتونين على الأقل أو أكثر. ولو قمنا بتصويب التحليل لوجدنا بأن إرهابيي الداخل مبتورين عن معارضة الخارج، إلا بالنذر اليسير من العلاقات المادية والمنفعة الشخصية. إذاً لا سبيل لوقف سفك الدم السوري إلا بأحد طريقين لا ثالث له .. الأول: سحق إرهابيي الداخل وعن بكرة أبيهم، وذلك يتطلب زمناً أطول وجهداً وتضحيات مضاعفة!.

 

الثاني: العمل على قص حبل التبعية من قبل المتبوع وإنهاء الدعم الكامل لمثل هذه العصابات ( وهذا رجاؤنا من جنيف 2 ).

 

وعليه لا داعي للجلوس إلى المعارضة السورية في الخارج، كونها غير معنية بأي من هذين الطريقين .. وإنما نجلس في سبيل سلوك الطريق الثاني إلى المتبوعين من رجال استخبارات الدول الممولة والداعمة، وأخص بالذكر من الأدنى للأعلى: قطر، السعودية وتركيا، الأردن ولبنان، بريطانيا وفرنسا ومن لف لفهم من الإتحاد الأوروبي، ومن ثم رأس الأفعى أمريكا والكيان. هؤلاء وحدهم يمكن أن يؤثروا على القوى الإرهابية على الأرض السورية .. وبيدهم وحدهم مفاتيح الحل في شقه الثاني .. أما بالنسبة للشق الأول فالجيش العربي السوري كفيل بتحقيقه بعون الله ولو بعد حين... وللحديث تتمة إن شاء الله !

2013-08-06
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد