news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
قراءات مستقبلية -9- ... بقلم : afjsa1

أحبتي ... أستأذنكم فأدعوكم لأعود بكم إلى تاريخنا الماضي، حتى نستقي منه العبر والدروس، علنا أن نتخذ مما أفاء به علينا الرعيل الأول، ما يستأهل الإستعانة به، في سبيل تجاوز المحن التي نمر بها، في وقتنا الحالي .. فأورد لكم ما ما وصلنا في الأثر:

جاء نعيم بن مسعود الأشجعي - رضي الله عنه -، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب    _" بعد أن هداه الله للإسلام    _" وقال للنبي: إن قومي لم يعلموا بإسلامي بعد, فمرني بما شئت؟. فقال له الرسولنا الحكيم: إنما أنت فينا رجل واحد فاخذل عنا ما استطعت ... فإن الحرب خدعة !.


أتى نعيم يهود قريظة وقال لهم: قد عرفتم ودي إياكم .. قالوا: صدقت! . قال: إن قريشًا ليسوا مثلكم .. البلد بلدكم, بها أموالكم وأولادكم ونساؤكم، ولا تقدرون على أن تتحولوا منها إلى غيرها .. وإن قريشًا قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه, وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بمكة. فليسوا مثلكم .. فإن رأوا نصراً أصابوه، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلدهم, وخلوا بينكم وبين الرجل, فماذا أنتم بفاعلين؟... أقترح عليكم بألا تقاتلوا مع القوم حتى تستقطبوا بعض الفرسان من أشرافهم، ليكونوا بأيديكم ثقة لكم على أن يقاتلوا معكم محمداً، ودرءاً لغدرهم .. فقالوا: لقد أشرت بالرأي.

 

ثم خرج حتى أتى قريشاً, فقال لأبي سفيان: قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمد .. وإنه قد بلغني أمر قد رأيت عليَّ حقًّا أن أبلغكموه، نصحاً لكم فاكتموه عليّ. قال: إعلموا أن معشر اليهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد, وأرسلوا إليه أنا قد ندمنا على ما فعلنا, فهل يرضيك أن نأخذ لك من قريش نفراً من أشرافهم، فنعطيكهم، فتضرب أعناقهم, فأرسل إليهم:  نعم !. فإن طلب اليهود رهائن من رجالكم فلا تفعلوا...

فلما أرسل أبو سفيان إلى بني قريظة، عكرمة بن أبي جهل قالوا: إنا لن نقاتل معكم محمدًا حتى تعطونا رهائن من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا !.

فلما رجعت لقريش الرسل بما قالت بنو قريظة, قال أبو سفيان: والله لقد حدثنا نعيم بن مسعود بحق. فأرسلوا إلى بني قريظة: إنا والله ما ندفع إليكم رجلاً من رجالنا، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا وقاتلوا.

 

فقالت بنو قريظة حين انتهت إليهم الرسل بهذا: إن الذي ذكر لنا نعيم لحق, ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا فإن رأوا فرصة انتهزوها. وإن كان غير ذلك رجعوا إلى بلادهم. فأرسلوا إلى قريش: إنا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهائن. فأبوا عليهم .. وخذل الله بينهم !.

( نهاية السرد )...

 

قصة مررنا عليها مرور الكرام ... لكن فيها عظيم الدلالة والعبر، كثيرون منا يحفظون عن ظهر قلب، المثل الذي يقول << اليد الواحدة لا تصفق >> !. ومما روي لنا .. وجدنا مع نعيم بن مسعود, بأن اليد الواحدة قد تفعل الأعاجيب، حينما وظف نفسه مفتاحاً لنصرٍ، جعل من دعوة الإسلام باقية إلى يوم الدين - بإذن الله عز وجل -.

استودعها مخطوطة لكل ذي لب، مؤادها بأن الفرد بذاته يمكن أن يهزم جيشاً جراراً بعدته وعتاده، فيما لو أتقن العمل، بعد أن آمن بما يقوم به، ولم يبخسه جهداً مهما كان بنظر الآخرين ضئيلاً.

 

فكم من حجرة صغيرة سندت جرة كبيرة بمشيئة المولى عز وجل، فدعونا نُري الآخرين من أنفسنا ذلك الحجر ... ولنجعل من الصحابي الجليل - نعيم بن مسعود رضي الله عنه - والذي لم نقرأ عنه في سيرة نبينا الكريم غير ما أوردت – قدوة لنا في التصدي لصعوبات العيش والتي باتت تكدر الكثير الكثير ممن نعيش بين ظهرانيهم.

 

وأستشهد لما أوردت من كتاب الله، بالأية الكريمة والتي أحسب بأن الكثير قد راودت فكره، وهو يقرؤ ما أتحفنا به الصحابي الجليل، من حسن الموقف ورجاحة العقل:

   _" بسم الله الرحمن الرحيم ... كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين    _".

 فليكيدوا ما يشاؤوا، وليستقطبوا كل إرهابيي العالم من سائر أصقاع المعمورة، وليمدونهم بالأموال والعدة والعتاد .. و لكن الله مع الصابرين    _" صدق الله العظيم    _" !.

 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

 

2013-11-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد