لا وقت لدي للحزن.. لا وقت لدي للمناديل الملوحة للمراكب.. ولا لتنهدات سنابل القمح المذبوحة المرمية في أطراف الحقول..
لا وقت حتى لاستشفاف الحزن في هديل حمام المواجع منشغلة أنا باللهاث وراء الفرح المتواري في زوايا العتم... منشغلة بالضحك قبل أن يحين موسم البكاء.
أقفز باستخفاف فوق حفر أوجاع الآخرين.. في برك الطين.. في ثنايا المجرة.. في غابات الذاكرة
في صحراء الخيال.. عن فرح يشب على قدميه ليصبح أطول.. عن ضحكات ضائعة بين ركام القلوب
وأغمض عيني.. وأعينهم.. عن سيول الحزن تحبسها قشة.. وتلال مناديل عطشى لعصير الروح.
لا وقت لدي لأسراب الحزن المقيم أنتظر الفرح المهاجر .. أفصل له أثواب عرس ملونة أرصد بوادره في تحركات النجوم.. أبعثرها كل ليل على صفحة السماء كعجوز الغجر .. أرميها عالياً لتأخذ أشكالاً مختلفة أعيد ترتيبها لتكتب جملاً مفيدة.. جملاً جديدة.. جملاً.. سعيدة تخلو من أدوات الشرط والنفي والنهي..
تفيض بأدوات الرجاء والشروع.. والرجوع.
لا وقت لدي لـ(لا) و(لن).. لا وقت لدي لأضع النقاط فوق الحروف.. أرقص بانشغال محموم على حواف الأسئلة .. أقوّم علامات الاستفهام أثني علامات التعجب.. أصل النقاط.. أصل النقاط.. أصل النقاط
لتبني السطور.
لا وقت لدي..