news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
في ذكرى الطوفان العظيم...بقلم : باسمة جزائري

 ليس هناك ما يمنعني الآن من الاغتسال تحت المطر..

علّك تخرج مني وتكف عن الالتصاق بثيابي.

لا أجد مانعاً الآن من رميك إلى الطرف البعيد من الذاكرة لتغفو هناك.


لدي دائماً أماكن إضافية لمن عجزوا عن التشبث بمقاعد الدرجة الأولى والسياحية.

قد لا تكون المقاعد مريحة للغاية..

أدري.. سمعت هذه الشكوى مراراً.. غير أني لا أبالي.

لا تعنيني متاعب من لم يكلف نفسه عناء شراء بطاقة في مقعد أكثر ترفاً.

بعض الفقر عيب..

وأكثر الكسل عيب..

وكل اللامبالاة عيب

وأنا كما تعرفني جيداً.. أعاني من حساسية شديدة من بعض العيوب.

بقيت منك عندي صناديق كراكيب..

لا أجد مكاناً أضعها فيه ويتسع لها..

لا أريد أن أتعثر فيها كلما عنّ لي أن أتنزه في أنحاء خاطري.

لا أريد أشباحاً وأجداثاً تتمشى في ممرات بيتي..

أو تستكين في زواياه..

هناك عادات اكتسبتها معك..

وعلي الآن أن أقايضها أو أبيعها..

أو حتى أتبرع بها لأول مسكين..

يائس إلى حد الرضا بأشياء مستعملة ومعطوبة.

علي شراء عادات جديدة تماماً..

لا تفخخ لي مصائد الذكرى..

ولا تمطرني بالأسى..

أريد أن أشرب قهوة دون أن تأتي أنت في كأس ماء إلى جانب فنجانها..

أريد أن أضع عطراً لا يعرف خارطة أنفاسك..

أريد صباحاً أستيقظ فيه..

فأمشط شعري..

وأنظف أسناني..

وأنت خارج التغطية.. خارج المجال.. خارج المدى.

أريدك أن تسافر بعيداً..

لأضمن أنك لن تدخل من باب المخيلة وأنا أساوم الوسادة على غفوة قصيرة.

علي أن أقتني حباً جديداً..

وسأنفق في ثمنه كل حروفي.

فقط ليكون لي جداراً..

أختبئ خلفه كلما خطر لك أن تظهر من الـ"لا شيء"..

لتقول "لا شيء"..

وتقصد "لا شيء"..

وتفكر في "لا شيء"..

وتقرر "لا شيء".

لن أكتب جديداً بعد الآن.

أصبحت الكتابة مؤخراً شيئاً سخيفاً..

يشبه ورقة "فقر الحال"

في حين أنا غنية.. عنك.

أصبحت تشبه التقارير الطبية..

في الوقت الذي تعافيت فيه.. منك.

أصبحت تسولاً..

في حين أصبحت أنا..

زاهدة.. فيك.

 

2010-12-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد