عندما يجد مجموعة من الناس انفسهم على شاطىء مهجور في جزيرة وسط البحر او داخل غابة كثيفه بعيده عن البشر بعد نجاتهم من حادث سقوط طائره او غرق سفينه ولا ملابس او معدات او غذاء او دواء فان اول ما يخطر ببالهم هو امرين توفير مقومات استمرارية الحياة من الامكانيات المتاحه والمتوفره (سبحان الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )
والامر الثاني الذي يسيطر على تفكيرهم هو تفحص المكان حيث ان الخوف يكمن ليس من وجود حيوانات متوحشه ومفترسه النمور والذئاب او زواحف قاتله مثل الافاعي بشر في المكان يعيشوا حياة بدائيه بل ان يكون اهل الجزيرة او الغابه من أكلة لحوم البشر وهنا يتساوى في نظر الناجين الوحوش المفترسه مع أكلة لحوم البشر
وفي ظل هذا الظرف الاستثنائي لن يكون الامر سهلا على المجموعة التي تحاول البقاء على قيد الحياة حتى يفرجها الخالق عز وجل ووصول الانقاذ الذي قد يأتي بعد ايام او اسابيع او شهر وقد يضطروا للانتظار سنوات حتى يقتربوا من التحول الى طرزان ومن الطبيعي ان العلاقات الانسانيه في هذه الحالة تقوم على اساس الحرص المتبادل على حياة بعضهم وتختفي أي امتيازات او مميزات طبقيه او عرقيه او مذهبيه لانه لا يوجد اموال ولا مناصب ولا بطاقات بنكيه ولا عطورات ولا معدات وادوات تجميل لانهم اجبروا على العودة الى نفس ظروف آدم وحواء
اما هابيل وقابيل فالظرف الاستثنائي لا يسمح لهم غالبا بالتفكير القابيلي وفي مثل هذا الظرف لا يجهز البشر لبعضهم اسلحة ليتمترسوا خلفها لنزع الرغيف من يد الفقير واخراج اللقمة من فم الجائع المسكين ولا ولن يكون في برامجهم بناء السجون والمعتقلات لبعضهم ولكن املهم هو ان يأتي من ينقذهم ليخرجهم من اسلوب حياتهم وظروف الحياة البدائيه لكي يعودوا الى بيوتهم ومدنهم بين البشر؟؟؟؟؟؟؟والغريب ان هناك من الناس التي تعيش في المدن تتمنى ان تعيش في مثل ظروفهم وعند نعت البشر لبعضهم يتبادلوا الشتائم (هل انت قادم من الغاب)
والسؤال الذي يطفوا على السطح عن أي غاب يمكن الحديث في ظل ما تواجهه الانسانيه على يد الانسان نفسه الذي يتبادل الادوار مجسدا قابيل ولا احد يوافق ان يكون هابيل الا مكرها لافتقاره لادوات قايبل وهل بقي هناك في بعض البلدان مكان لاي انسان يرغب بان يعيش حياة الانسان دون ان يكون في موقع قابيل او هابيل ام ان هذه الرغبه تحولت ليس فقط الى امنية صعبة المنال بل ان الامل بتحقيقها يمكن ضمه ليصبح رقم اربعه مع مجموعة المستحيلات الثلاث الغول والعنقاء والخل الوفي
