من قال إن ياسمين الشام هو تلك الشجرة ذات الأزهار البيضاء الفواحة التي تملأ بيوت الشام وحدائقها وشرفاتها حتى صارت رمزا لها ؟!
ألا تعلمون أن نساء الشام هن الياسمين ؟!! كيف لا وهي التي تتعالى في كل مكان كما الياسمين تبهر الأنظار بجمالها ... تملأ الأكوان بعطرها ...
تخطف القلوب برقتها ودلالها ولكنها تجبر الجميع على احترامها بأخلاقها ودينها وحشمتها ... تذهل الرجال بذكائها وثقافتها وبراعتها في كل المجالات
فإن كانت زوجة وربة منزل فهي نعم الزوجة والأم إذ تجعل من بيتها جنة بالنظافة والترتيب والذوق الرفيع مهما كان المنزل متواضعا إلى جانب اللقمة الطيبة فهي طباخة ماهرة لشتى أنواع الطبخ الشامي الشهي
كما تأخذ بيد زوجها وتحيطه بحبها وحنانها وتدبيرها فإن كان زوجها غنيا أعانته على استثمار ماله بالخير والحلال دون أن تبذر وتنهكه بطلباتها الزائدة أما إن كان فقيرا فإنها تعينه ببعض الأعمال اليدوية التي تتقنها في البيت لتزيد من كسبه دون إرهاق له
ودون أن تشعره بفقره وحاجته كل هذا مع اهتمامها بأولادها فهي أحيانا تخيط لهم ملابسهم وتصلحها لهم وتقوم بتدريسهم وتؤمن لهم حاجاتهم كلها ليعود الأب والبيت سكون وهدوء ومحبة
أما إن كانت زوجة عاملة فهي تستطيع تحمل أعباء العمل كاملة دون أن تهمل واجباتها المنزلية ودون أن تستعين بالخادمات حتى ولو على حساب راحتها ووقتها وصحتها .. فإن كانت مدرّسة كانت أماً ثانية لطالباتها في التوعية والنصح والإرشاد دون أن يؤثر ذلك على عطائها في الحصة الدرسية ...
وإن كانت موظفة تراها أحياناً تفوق الرجال بدقة عملها واجتهادها وحسن أدائها ولباقتها بالتعامل مع الآخرين ..
وكذلك الحال إن كانت في أي موقع من مواقع العمل كطبيبة أو محاسبة أو إعلامية أو مهندسة أو وزيرة أو ...أو .... إلخ
وهكذا استطاعت أن تثبت وجودها في كل المجالات حتى في الأعمال الخاصة بالرجال ومن أجل هذا كله تراها تسرق الأضواء من مثيلاتها في العالم العربي لأنها كما يقولون في المثل الشامي (( مثل الزبدية الصيني منين ما رنيتها بترن )) أي تجيد كل شيء
أفلا تستحق التكريم
من أجل هذا كله ستبقى المرأة السورية نجماً عالياً يبهر الأنظار بأنواره الساطعة التي تعم العالم أجمع ولن يطاله إلا من يستحقه شاء من شاء وأبى من أبى .