تسرقنا أحلامنا إلى عوالم اللّاعودة ......

عوالم غير عادية تحيطُ بمشاعرنا ... تقولبها ... تصقلها ... تحوّل تعاريج مساحاتها

لتصيرَ شكلاً آخر للاستمراريّة المرهونة حياتنا لها ......

فحتى عندما يحملنا طائر حريتنا فأحلامنا مرهونة للعبوديّة في شرعيّة الجنون الذي يمتطي ساعاتنا ......

الجنون الذي يقلب مناخاتِ فصولنا في ظلّ استبداد الاقدار ......

فما نملكهُ يوماً سيذهبُ منّا ليملكهُ غيرنا على غفلةٍ منّا ......

وماسيأتي يسرقنا من عالم الطفولة إلى عالمٍ أكبر من الحلم نفسه ......

أكبر حتّى من الحقيقةِ المزروعةِ في صميم كلّ فرحة ......

فرحتنا التي نظنّ أنّها تشيّع ذكرياتنا الحزينة ......

فالحروف التي مرّت على أرصفةِ أعمارنا كانت وستبقى غافيةً في بئر الذاكرة يحرّكها دَلوُ السّكينةِ في لحظات الوحدة ......

فتستيقظُ وتصرخُ وترتطمُ بالجدرانِ الصّدئةِ لتلكَ المتاهاتِ الملتويةِ المغبرّةِ ......

لكن ..........

هناك دائماً شيء ما يتخطّى المسافات ويدفنها من جديد في نسيانٍ غير متوقّع ......

نسيان يتسلل من وراء الصور المعلقة بدبابيس الماضي ...... من حدود الرّغبة وتخوم الأفكار وحداد العواطف ......

وفي كل مرّة تكبرُ الأسرار وتتكاثر ولا تنطفئ الحرائقُ أبداً ......

فشبكاتٌ واسعة وسدود بلا حدود تعجنُ صبرنا في نفوسنا ......

https://www.facebook.com/you.write.syrianews