news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
بين كهفين ... بقلم : ماجد جاغوب

قبل خروج الانسان من رحم امه الذي هو عباره عن كهف مظلم يوضع   في قبر  وهو ايضا كهف مظلم من التراب  وما تلاقيه روحه هو شأن الخالق عز وجل ولكن مصير جسده هو التحول   الى تراب بعد انقضاء عمره وانتهاء رحلته الدنيويه وما بين الولادة والدفن هي سنوات ربما تمتد الى عقود ومن يتعدى عمره القرن هو حالات استثنائيه


 وفي رحلة الانسان ما بين الكهفين يولد ضعيفا لا يتمكن من الاعتناء بنفسه ولا لغة يجيدها سوى البكاء والصراخ او الضحك والابتسام ويجول بعينيه في كل ما يحيط به ولا يمكن تركه  بدون طعام او شراب او  تنظيف في سنوات عمره الاولى حيث لا يستطيع الاعتماد على ذاته في شيء ويحمله ذويه من مكان الى آخر ويتحدثوا عنه دون ان يتمكن من فهم ما يدور حوله يبكي ان كان طعم الدواء مرا ويفرح ان كان به طعم الحلاوه

 

وعند اشتداد عوده وبلوغه العقدين من العمر يتوسع خياله حتى يعتقد البعض انه بقواه الذاتيه قادر على تغيير العالم وينسى مراحل الضعف التي مر بها او التي ربما سيلاقيها لاحقا بعد بلوغه من العمر عتيا ان قدر الله له ذلك والقليل منا يحاسب نفسه ليدرك ان العمر والرزق والقوة والثروة كلها من عندالله وانه لا يقدر نعمة الصحة الا بعد المرض ولا اهمية الاعضاء والاطراف الا اذا فقدت قدرتها الوظيفيه فكم منا يدرك اهمية العين او اليد او الرجل وهو بكامل قدراته دون اعاقة او مرض او فقدانه لطرف او توقف عضو عن اداء مهامه كالعين مثلا او الكبد او الكلى او المعده

 

اما الدماغ فهو شيء آخر مختلف تماما لانه شبكه معقده لا زال العلماء عاجزين امام قدرة الخالق عز وجل وان توقف جزء بسيط من الدماغ عن العمل قد يصاب الانسان بالشلل او الجنون او الوفاة وفي خضم الحياة التي نعيشها يتجاوز الكثير منا في ممارساتهم الانانيه والعدوانيه من ظلم وفجور ويحلل لنفسه استباحة املاك واموال وحياة اخوته في الانسانيه بعد ان يمنح ضميره اجازة مفتوحه حتى لا يترك للضمير او ما يمكن تسميته بمحكمة الذات أي دور في المرجعه لمسلكه للتراجع عن انانيته وظلمه وعدوانيته

 

ومطلوب منا جميعا قبل ان نسمح لانفسنا بالاعتداء على غيرنا قولا او فعلا ان نفترض اننا في موقع المعتدى عليه وان استمر الانسان في طغيانه ونفاقه فهو قد انزلق عن مستوى الانسان كما شاء له الخالق عز وجل لان من يسكت عن الباطل والظلم او يصفق له هو شيطان ناعق حتى لو لم ينطق ببنت شفه وليس من الضروري ان لا يتمكن بعض الناس من النوم على فراشهم الوثير لان امعاءهم تستصرخهم الما  مما بلعه الانسان من طعام وشراب والكثيرين غيرهم  لا يستطيعوا النوم لانهم لا يجدوا فراشا يغطيعهم ولا سقفا يؤويهم فراشهم التراب الذي منه خلقوا واليه سيعودوا وامعاءهم تصرخ لانهم لا يجدوا ما يسد جوعهم ليسكت صرخاتها

 

وما يرافق الصرخات من الم نفسي وتشتت فكري واحباط من انسانية مزيفه لا وجود لها الا على لوحات المؤسسات وفي الاخبار ليس بهدف العمل الانساني ولكن لاستخدامها سلما لتحقيق  الثراء او التسلط  عن طريق خداع البسطاء للتصفيق او للتصويت في صناديق الاقتراع المشبوه لانه ليس من المنطق ولا المعقول ان يساوي  صوت العبقري صوت العنتري وصوت المجرم السفاح مساوي لصوت الطبيب الجراح وصوت العشريني يساوي صوت الستيني القارىء والخبير والمجرب ورأي السبعيني العالم والواعي يساوي صوت السبعيني  الامي الجاهل الذي لم يتقن كتابة اسمه ويجب ان تكون الديمقراطيه للامم التي تجاوزت مراحل بدائية التفكير وسمت فوق الصغائر والتصنيفاتعلى اسس العرقيه والمذهبيه واللون واللغه وتسمح لنفسها بان تحاكم الاخرين  بتهمة جاهزه وهي الاختلاف وهذه هي العنصرية بابشع تصورها وتجلياتها

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2013-12-09
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد