news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
موعدٌ مع الذاكرة ... بقلم : وفاء شكيب الحلبي

شيءٌ ما يقظُّ مضجعها في ليلةٍ خريفيّةٍ باردة يذكرها بذلك المقعد في الحديقة ، مقعد ذاكرتهما الوردية التي غطت أحلام مراهقتيهما والذي وعدهما أن يحفظ اسميهما المحفورين على حافّته.

 تستيقظ بعد ليلة لم تمتدّ يد النوم إلى أجفانها إلّا قليلاً فتضعُ شيئاً من الخجل على وجهها وأشياء من الشوق على شفاهها وأهدابها ،لتمضي إلى حيث ضرب لها الجنون موعداً معه في تلك الحديقة الصماء التي حفظت أسرارهما على مدى أعوام .


أخذت تتمشى على ذلك الرصيف الذي شاخ في غياب قدميها الصغيرتين فوقه ، تتباطئ

خطواتها كلّما اقترب موعد أفكارها الجنونية ، كلّما اقتربت من حديقة عمرها الذي ضاع تحت عربات الزمن ، تتخبّط كلماته التي لازالت منذ ذلك الوقت تدور في منحنيات تفكيرها مدوّيةً كل مرة بوجع جديد .

 

عشر سنوات مرت على لقاءهما الأخير الذي حسم الموقف لصالح الطرف الثالت في القصة وهو الفراق وقد كانت العصبية آنذاك تنشر ظلالها على الموقف .

 لم ترد أن تطأ ذلك المكان من جديد بعد غياب ظله منه ،وكأنها لا تريد أن تمس تلك الذاكرة بما يشوهها فالبصمة الأولى للأماكن في عدّاد عمرنا لها تأثيرها السحري المستمر دائماً .

 

وكأنها في كل خطوة تتقدم بها إلى ذلك المكان يزداد فيض الحنين ويزداد اشتعال القلب بالدقات .

 صرخ صوت من داخل أسوار عقلها  : عودي لا تفتحي كتاب السنين تلك والتي قرّرتِ أن تطويه في خزانة الذاكرة  ، لكن صوتَ الحنين كان يتوجّع باستمرار : تقدمي ، وكأنها كانت تخاف من استيقاظ برد السنين بداخلها من بعد فراقهما المهيب .

 

كانت تنظرُ في عيون الناس أثناء سيرها فكأنها مرايا عكست خيبتها وكأن أوراق الخريف المتساقطة على الطريق كانت أوراق خريف عشقها الذابل ، خافت من أن يكون المقعد قد خان أسرارهما وتبنى أسراراً جديدةً في غيابهما .

شئ ما عصف في روحها صارخاً فاستسلمت راجعةً وهي تردّد : لا أريد أن أخون زوجي ولا حتى بذاكرة ...........

 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2013-11-28
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد