يخدشُنا الوقت بأظافرِ الحنين التي نبتت من أصابعِ الذكرى .......
يعزفُ نغماتٍ سرمديّةٍ لزفافِ نعشِ العواطف ورُفاتِ الأحلام .......
يرمي أحجارهُ في بحيراتِ عشقنا فنُدمنُ تلك الحلقات التي تحملُ إحساسنا باستمراريّة وجودنا .......
يصفّقُ من خلف صحاري الأيّام لنكتشف يوماً بعد يوم أنّنا لم نعد نحن .......
يرشّ على هاماتنا ياسمينات الفرح فتعبقُ بخلايانا عتمةُ الكلماتِ الحائرة .......
ننتشي ونتأمّل .......نبكي ونبتسم .......
نركضُ لنلحقَ متتبّعين رَكبَ من راحوا .......
من تركوا لنا بصماتهم في صقيع ليالينا .......
من تركوا لنا همساتهم في منحنياتِ مسامعنا .......
من تركوا لنا قُبلاتهم فوقَ نرجساتِ خدودنا .......
من أخذوا شتاءاتنا وأعطونا قطرات ندى ربيعهم .......
دوّنوا ذكرياتهم على هامشِ صفحاتِ الأمنيات فوق رفوفِ القلب
ثم همّوا بالرحيل ....... ورحلوا .......
من عبروا جسورَ أعمارنا فتركوا أشياءهم في أعماقنا نتعثّر بها أينما حلّت بنا قافلةُ القدر الضائعة .......
فبكيناهم لقاءاتٍ ووداعات وسقينا عطرهم في دماءنا بدموعنا الذابلة .......
لكن .......هل نستطيعُ جميعاً أن نُبقي هُناك مساحةً بِكراَ داخلنا .......
بعيدةً عن حرائق العواطف وشلّالاتِ المشاعر وأمواجِ الحنين .......
تلك المساحة وحدها والتي قد تنقذنا في لحظات الندم المفاجئة التي تغزو
شِغافَ قلوبنا .......
لنفرح كوننا احتفظنا بمنطقةٍ كُتِبَ عليها " ممنوع الاقتراب والتصوير "
ونحتفظ بشيء من " انتصار " أمام زيف وغرور ذواتنا .......
https://www.facebook.com/you.write.syrianews