news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
اصدقاء الايام المظلمة ... بقلم : ماجد جاغوب

من الطبيعي ان يهرب منك حتى ظلك في ظلمة الليل واذا انزلقت بك ظروف الدنيا تجد منافقين كانوا في خانة الاصدقاء يهيلوا عليك الرمل والتراب المعني وانت على قيد الحياة وربما يتبرع البعض برمي ركل اشكال النفايات معك او فوقك في الحفره


 وهذا هو مسلك المنافقين الحقيقي ان اعتليت مالا او منصبا جاهدوا لتدبير اجنحة للصعود الى جوارك او تحت مستوى قدميك وهذا عكس واصدقاء الليل هم اصدقاء السوء ومن ينحرف بك عن جادة الصواب وجذبك الى نهاية محزنه بتصوير الطريق التي يسلكوها انها مفروشة بالورود ونهايتها حديقة غناء أي بمنتهى الجمال والصديق الحقيقي

 

هو من كان صادقا في مشورته ويقف الى جوارك في عثراتك ومصائبك وازماتك ويحاول مساعدتك في النهوض ان كبوت ولا يتخلى عنك في الشدائد ويفرح لفرحك ويحزن لحزنك وينهاك عن الاقدام على أي فعل او قول يؤدي الى الاضرار بك والاصدقاء الحقيقيين هم من تجدهم الى جوارك في ايامك المظلمه  في الشدائد والازمات والعثرات وفي الوقت الذي يتخلى فيه عنك حتى ظلك تجدهم الى جانبك دون ان تطلب منهم أي مساعده

 

وهناك رواية عن رد الجميل بالمقلوب من احد من كانوا يصنفوا انفسهم في خانة الاصدقاء وقام الصديق بواجبه نحو العائلة باكملها عندما تم تهجيرهم من بيوتهم بعد حرقها بسبب نزاعات قبليه وبرغم ظروفه الماليه المتواضعه الا انه كان يساند عائلة مركبه عدد افرادها اكثر من عشرين بمختلف الاعمار ومن الجنسين وبعد مرور اقل من خمس سنوات عادت العائله الى  مكانها الطبيعي بعد اصلاح ما يمكن اصلاحه من البيوت وتخرج احد الابناء من كلية الحقوق وعمل في احد مكاتب المحاماة

 

وكانت قضيته الاولى هي رفع  قضيه ضد الصديق الذي وقف الى جانب عائلته  في الايام المظلمه مع يقين المحامي انه يخون ضميره ومهنته وخالقه لان من طلب منه رفع القضيه ابلغه انه استلم قيمة المستند المالي كاملا من الصديق ولكنه راغب في الانتقام وان نجح المحامي في مهمته يتقاسمه مع المزور وهذا ما حدث بالفعل

 

والسؤال هل مصطلح  نذالة يكفي بالغرض والصديق لا يمكن ان يكون كاذبا ولا منافقا ولا متصيدا ولا خائنا وليس المهم ان نتغنى بالصداقه ونمارس مسلك الذئب والثعلب والغراب بل الاهم ان نكون صادقين في علاقاتنا ونحارب النفاق لا ان نستنكره شكليا ونمارسه ان ستحت لنا الظروف وصديقك الحقيقي ليس من وضعك في جدول احتياجاته وازماته وتذكرك في عثراته وازماته او انه يمارس الانتهازيه والخداع بتمثيل دور العاثرومن يعاني من ازمة  لكي يستفيد على حسابك  واستدرار الحليب من جيبك ومحفظتك بعد التباكي لاستدرار مشاعرك التي تدفعك الى وضع يدك في جيبك او تحرك قلمك على دفتر شيكاتك

 

وقد اخبرني صديق ان احد نماذج من يمثل دور الصديق طلب منه مبلغ الف دولار لتسديد قيمة شيك اجرة بيته والا فانه سيواجه  الحكم بالسجن وبعد ان سحب الصديق من رصيده الف دولار ناوله للصديق الانتهازي الذي اودعه في حسابه البنكي وغادرا الى مقهى وغادر الصديق الانتهازي طاولة المطعم وترك هاتفه ووصلت رساله من البنك على هاتف الصديق المزيف اصابت الصديق المخلص بالصدمه لان  الرصيد بعد الايداع واحد بعد الستين  الف دولار

 

 أي ان الانتهازي ليس في ازمه ولا يواجه عقوبة السجن ولكنه انتهازي منافق طماع يرغب في الاعتياش على حساب الاخرين وانتظر الصديق المخلص اسبوعا ولكن الانتهازي تباكى على ظروفه وفقره وهنا طلب منه الصديق المخلص ان يصطحبه الى البنك للكشف عن رصيده وان كان يعاني من ازمه فانه سيسامحه وان كان كاذبا يعيد له ما اقترضه

 

 ويكون اللقاء الاخير بينهما وحاول الانتهازي التحايل على الامر قائلا ان في حسابي مبلغ مالي هو امانة لقريبي وليس لي ولكن الصديق المخلص كان قد فهم طبيعة الصديق الطماع وطلب منه اعادة ما اقترضه بهدوء والا فانه سيرسله الى سجن حقيقي وليس مفبرك كما نسج الانتهازي حكايته وازمته وفقره

 

ولهذا يجب على أي انسان الابتعاد عن اصدقاء المصلحه الانتهازيين ممن يحاولوا الاستثمار الاناني لمصطلح صديق لانهم مصدر خسارة وقلق وازعاج وضرر ولا خير ولا منفعة من العلاقة معهم لان جوهرهم الطمع والكذب ومصطلح صديق من كلمة الصدق والمصداقيه ولا ينفع ان تكون مجرد قناع يخفي وراءه انسان بمواصفات الثعلب والذئب والغراب الذي يقتات على الفطائس من بقايا الفرائس  ولا يطيب له الا  الوقوف الا على اطلال الخراب والدمار والصديق المزيف ضرره اكثر من عدو مكشوف

 

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-06-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد