تحت أصغر نقطة متاحة من السماء ...
أعلن .. أني غفرت لكل المتآمرين..
غفرت ولا يهم .....
لكل من تآمر عليَ ..
فكرياً و إنسانياً
عقلياً و لفظياً
إقتصادياً وسياسياً
شعبياً ونخبوياً
إلا ....... المطر .
تصالحت مع نفسي وقهري ..
إن كذبا وإن احتيالا ..
وحاولت إقناع ذاتي جاهداً..
بأن الأبيض لا يرمز ..للكفن !
والأحمر ....لا يرمز ..للممنوع ..!
والأصفر ..لا يرمز للغيرة الصفراء القاتلة بمجتمعي ..!
والفوسفوري لا يرمز ..للشرطة ..!
وكل ألوان البهجة لا تعطي بنتيجتها .... الأسود ..
وتظاهرت بالنجاح في عملية السلام تلك ..
لكني فشلت ..... مع المطر .
صدقت الجميع بكل ما قالوا
بأن شوارعي الشهية الشبقة ..
لا توصلني بآخر زقاق فيها إلى ..عاهرة موبوءة ..
صدقت كلام المساجين والسياسيين ..
ومذيع نشرة الأخبار الجوية بالضرورة ..
بأن عيناكِ ليست وهماً إيديولوجيا ومذهبياً وحزبياً
وأنهما بشارة دين جديد ..
وصدقت الجميع .... إلا المطر .
اقتنعت من الكل وبصوفية الكلية
بأني أقرأ آيات الإعجاز بشفتيكِ
وتراتيل الصلب على صدركِ
وأن مزامير داوود قادتني إلى الأرض الموعودة ..
وأن مساحات كفوف يديكِ
أرض بلا شعب ..لشعب بلا أرض ..
واقتنعت بكل شيء الا حق ...المطر .
ملاكي .. لم أتحمل أبدا فكرةَ ..
(( أن تمطر الدنيا ولست معي )) .