ملامـح وجهي
ليـلٌ بهيمٌ وبضع درجـاتٍ
تحضـنها عريشةٌ فـل مجدولةٍ
وبـقايا لوحـاتٍ خبأها الغسق
لندامـى الفجر
اترك بعضاً من الحـسرةِ والخمر
مع المعطف المعلق عند الـباب
أتحسسُ عيني ..
أذنـي
ابتسـامتي الصـفراء
آثـارُ من ثملِ الليل تلتصق برجفة اليد
وأطيافٌ شاحبة تنتثر بفوضى
فوق اللسـان
تهمس بصوت مخفي
كيف تركتها خلفك ..؟
كيف طاوعتك قدماك المسير ..؟
كانت تبكي طوال الليل
والشـهقاتُ تدكُ القلب
شـفاهٌ تدفق موجاتٍ محرقةٍ
تتوالى لهباً فوق الصـحراء
بطـول جـرحٍ مفتوح
كشـظيةٍ أنهت مهمتها ..
أنت تعـود
تتوسـل ذاكرتك المثقوبة
في الـركن المهمل
تقـيء الحزن الفاتـر
والنـار ورائكَ تزفرُ سـوداء
مـجرى الدمـع يلاحقك
مجـدولاً في رجليك
يلسـع ظهرك
مخالبُ تُـغرس في الأكتاف
بتوسل روحٍ
لجسدٍ عشقَ الحياة .. وخانتـهُ
كانت تبـكي ..!
تنهشُ الارض
تغرزُ أسـنانها في عمق التراب
كأسيرٍ صهر القيد
بنار العبرات .. وأطلق آه
واللـؤلؤ المكنون
مـا خبأته ساحراتُ الجان
يفيـضُ بمنبعِ الخلقِ
من تـلك العيون
يرسـمُ لوحات من شـجنِ الدمع
إغـراءُ امرأةٍ في موسـمِ الخصب
حضنتها أمطارُ تشـرين
ودهشةُ اللـذةِ على شفتيها
بلورٌ يصقلهُ الكحل
كأطياف ظلالِ الشفق القطبي
وينثره جواهـرَ
ياقـوتٍ
رغبــاتٍ دافئةَ الطعمِ
تغمرُ رمشاً بجنونٍ ليلـكي الشهوة
فوق احتمال العشــق
يطبقهُ خـدرُ نعاسٍ
رغبةٌ حميمةٌ لغموض الحلم
وينتفض كريش عصفورٍ آذاه المطر
أغلق كل نوافـذك
كل الأبـواب
كل الجـدران
فمآقي عيناها تتوسـع
كمـجراتٍ
تسـرحُ بضفاف المجهول
تصل اللامتناهي في العتمة
وتسيل الروح لزجةً
على غمازتين
حفرتهما ضحكاتُ الأمسِ
نغــمٌ عزفتهُ الريح
بليالي الصيف
تحت شجرةِ الرمان
مشـردٌ أنت كجريمةٍ عمياء
رمادٌ مهملٌ من بركانٍ يبعد أميالاً
سيتعقبك النشـيجُ
طول الشـتاء
وتلك القطـرات
تلـدغُ باطـنَ الكـفِ
كنهرٍ مقدسٍ
تـعمد الأرض والضفاف
زورقي المثقوب تركته عند المغيب
هجرتهُ .. حسناً ألـيماً
فوقَ حدِ الاحتمال
أما الآن
فقد نامَ الوطن
وأغلقت كلُ محلاتِ الزهور .