بخار بارد من آهات ساخنة طرية
كانت نظراتك الضبابية
تزداد عمقاً للأعلى
تنعكس مع احداقي السوداء
على سفح قمة هي لنا ..!
وكنتِ لي يا ليلى .
ذاك الخجل الغامق
الذي تعصره العيون اللوزية
بـِحَار من التيه البائس
كنبيذ عتقته لذة الاشتهاء
تقطر رغبات ممنوعة
يكتمها النهد
لم يفهمني .. يا ليلى !
كل ينشد ليلاه
وليلى دمعة وطن شاحبة
مـا مزجـت فرشـاتي
سـوى الـوان بـلادي أنثـى
اشتهيتك في كل أحلامي
تمنيتك حد الإفتراس
اكثر من يدين متوحشتين
تبحث عن عنق أهيف تخنقه
جادلت فيك السماء
آله الرومان
حكماء بابل
ربات آشور
سفن الفينيق المبحرة بظل أقدامك
تعرض كنز الشرق المرصود
على عتبات غرناطة
ولم أفهمك يا بلدي ..!
لا تــدرين
وكل صدود الغواني عليك .
وراء الأشرعة المسافرة
وأشجار اللوز والرمان
دمعة خفيفــة تسقط
وزفير طـويل
يبكون سـوريا
وسـوريا أعشـقها
تشهق كحسـناء ذاهلـة
تتـهالك فوق حـرير الثلج
وتبيح الحسن لكل العابـرين
خنجـر عشق وقبلة هجـر
وصورة ليلى
كم احتاج صوتك مع خيط الفجـر
مع رفوف السنونو
تجتاحك لحماً موجعاً بالعطر والإغواء
وتذوب الشمس على خفيك
حين يدب العشق صباحاً
مشيتك دروباً
رائحة ًمن زهر الفل
وعرائـش من ياسمين
طفلـةً صغيرة
وقديــمةٌ قدمِ التاريخ
عشقتك بعد الله يا ليلى .