news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
شعر
سريالية أنثى ... بقلم : حسن ( حسام السوري )

... فوق تراب هذه الأرض

... وما أزهر فلاً وورداً وعشقاً


... وقليلاً من الأمـان

... أنـوثةٌ نسجها الليل

... بنداء ربات الجســد

... نطقت به منـذورات المعبد ببابـل

... قبل اليوم الآخـر بعدة شهقات

... قـبل أن تعلـن الفصـول غربتها

 

... ويبتعد الشتاء بفوضى في المسـاء

... يترك بلحظه سكرٍ ليليٍ

... رغبةً تنهـش جوع الأرض

... على سفح ابعد تـلةٍ

... عند الغروب بأمتار قليلة

... تنسكب على رمل بللوري

 

... أنثـى يغزلها الزغب

... كعريشة مجدولة الساق

... بأغاريد أفعوانـية

... ساحبة شـــال عشتار

... موجةٌ من ضبابٍ ثـقيل

... تلامس تلك الرقبة الباردة

 

... ماء بطعم العطر الموجع

... كف ربة الينبوع

... يقطر خـمراً ..

... ثـملاً

... لـــذة

... ورغبات وحشية

... عند حد انتهاء النظر

 

... هنــاك

... للمدى الذي قد تصل الرموش الممتدة

... صقل البرق نهداً

... بشهواتٍ موجعةٍ

... واستجمعت الأرض

... مخاض ما تحمل من ذكريات

... في رحمها الملتهب

 

... كل  الأنـوثة الحمراء المنصهرة

... بين أطراف  الوهـم

... والطريق العابر أقدام المارين

... لفظتها بسرير محموم

... في جوفـي رغبةٌ مزمنةٌ

... اشـتهاءٌ منذ الطفولة

... لتلك الأنوثة الظالمة

 

... تظهر نصفاً وتخفي أكثر

... بين الحـرير وبين الوجع المطرز

... مرض ينتـشر كلعنة سوداء

... المح من تحت المطر

... المنهمر بأودية أخرى

... حيث يعبر أمامي الناس الأكثر احتراما

... ذراعـاً بضةً مشرقةً بالشهوةِ

... وأصابع تتلحفُ خواتم تذوب كما السحر

 

... أظافـر حمراء شـبقة

... تخدش جدران  الرغـبة

... بحدود الســماء

... ويجري دم فاتر الطعم

... يزيد همجية رنين الأساور

... بطقوس احتفال همجي كأقانيم الخلود

... صـداه تردد

 

... على ساق يكتظ حليب النشـوة عليها

... ويسيل ينابيع تدفق زهر اللـوز

... وتنثره آهـات

... وقت تمطي رعشات الصباح

... ونزوات  الاستيقاظ  الحميم

 

... رفيف عيون

... تختزن الأنـوثة كالنبيذ المعتق

... وتنثرها كهرماناً بألوان مؤلمة اللمس

... تعطي للغصن طعمً  المشمش البلدي

... بغموض السر

... باح به زهر الرمان

 

... لقبلتين وضعتهما السماء بخجل

... تحت الإزار

... قبل أن يغادر نيسان

... وينشد أغنيه

... من موجة مـدٍ ..

... تغزل خصراً

 

... يختصر محيط الأرض

... بشتله نرجس

... وتسيل سواقي تتشتت في كل جهات العبث

... بكل ارجاء الشوارع الغارقة بالشـبق

... يأكلني القهر المفجـوع

... كأرض عطشى

... وينفجر بجوفي

 

... تمـرد غلغامش في طلب الخلد

... كل  ما مـلأ به الأفق صراخا

... من حسرات الجد الأول

... شجرة الفردوس  وورق التوت

... ادفع ضريبة عقله

... جيلاً فجيــــــل

 

... وجيلٌ يدمن قرع الباب ولا يلج

... أبحث عن حـقد قديـم

... أحك قلبي فيه حتى التشقق

... حَدثتُكِ قبل الشتاءِ بأربع  فصول

... عن الدفء بشمس بلادي

... تلك التي  يقتلها العـفن الفكري

 

... وتشظي التيارات المـدارية

... بسواحلها النائمة ابداً

... تستيقظ تجرع شراب السـعلة

.... ثم تغفو بعمـق

...  امقت ترابها كما لحمـك

... وأذوب بهمـا عشقاَ

 

... مشبعان بالقهر وبالعطر

... والحنان الأنثـوي

... سأستغرق رصيفين

... وسـت فصـول

... بعيداً عنك بمرمى حجر

... اترك للنسيان وقتاً لذيذاً

... هناك قصاصات  لترتيبها

 

... أمام الوطـن

... ومـوعد بل موعدين

... مع شـجرة أوراقها صفراء

... تؤويني  من قيظ الصـيف

... والعيون والهواجس

... وتهمس لي دوماً حين َ أغادر

... نسيتَ قدميك  .

2011-04-10
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد