طائـر غادر عشه أول مـرة
والدفء بقايا زغـبٍ بالحضن
بالـريش الغض
بالأقـدام
وبـآخر ظفر يفـلت قشة
هـجراتٌ تتابع أصداءً
ينسجها ضباب من طيف
أعمـدة في الغـيم
أثــار هيكل
كمـعبدٍ لا متناه يتـمدد بخشــوع
وأرواح تملأ صخب الســماء
تـجر أذيال الأثواب المهترئة
عابـرةً تحت أقواسٍ مكررة العمق
وشوارع مرصوفة;
بالحجر الأبلـق
قد تمطر الســماء
دلالات من الرمز
وتتناهى الأصوات الى العبث
تصل الموسيقا حد البـلاهة في النغم
**
فتحت عيني البليدتـين
تحت تـفل الإغفـاء
والرمـد الربيعي يسيل مع ورق الورد
كنت أجـرح الأرض
أتـرك ندباتٍ على جبين هذا الكـون الفاتـر
برعشات إغماء ثقيـل
تـتخللني أطيافٌ
تتلاشى بحـد الغـسق
قافـلةٌ من أرواحٍ
تحدوها الكآبة
عند خيط النور الهزيل
يمزقـها غيبُ الفنـاء والخلـود
وينــأى القمـر بضجـر
يلقي جبينه المتعب
كمـراهقة أرخت نهديـن بانتشــاء
**
أرمـق من داخل هذيـان
العـرق المتصبب
صوراً رمادية للمــوت
اليقيـن الأزلي كجمرة ملتهبــة
لفحت كل الوجــوه العابـرة
لشـفاه كانت تبتســم
منقوشة على الصخـور
وتركتها ذكريات مبعثـرة
كانت عيني تصب غيظاً
وكشبحٍ قتله الحزن
ورائحة النبيــذ
تتلمس الغرفـة الباردة
الطـاولة العــارية
الـزجاجة الفــارغة
الذبـاب المخمـور ببقايـا الكأس
والكثيـر من القرف اللـزج
يطلـق غمغماتٍ ثـملة
تحت أشــعة الصباح البائسـة .