أراقب أول شروق للشمس من خلف نافذتي
التي شهدت على ليلتي الحية تلك ...
كيف أن سلطة الحياة تفرد بساطها رغم سهري ، أنيني و الحنين .. هي لم تغفل عملها
مثلي
ما قلبت ميقاتها ، في موعدها تماماً بسطت ذاك الضوء الذي لا يناسبني حالياً ، لكنها
لم تأبه ....
فلم أنا آبه لذاك الوجع الذي اسمه حنين ؟!
حنين !؟
حين وطن ، كانت أحلامي كلها تصب في خانة حلم له جناحي طير
كنت استشعر عدم الأمان ، أتوهم الغضب ، أصطنع عدم الرضا .... حيث أنه حين غربة ....
قابلت الخوف وجهاً بوجه ، دمعة و نبضة ما عرفتها قبلاً ذات سقف
أغضبني التخلف !!!!
نعم التخلف .... فليس التخلف حكراً على مجتمعاتنا فقط ، هم أيضاً يتخبطون في وحل
التخلف و البيروقراطية لكن احترامهم
للإنسانية يغفر لهم مالا يغفر لما نعيش به
أتعبني ضياع مفهوم البيت ! فآلمني ما قد عشته قبلاً من رفض لعادة أو تقليد نشأنا
عليه
و لم أرضى ...... ! لم أرضى .. فليس من ثوب يدفيني هنا كأنفاس أمي
و ما من سقف يأوي طفولتي ، كذاك الذي جبلته يدا أبي
فكان الحنين ..... حكاية كبيرة جداً ... تبدأ في حين ليس لموجاته مرفأ ..
أنا أحن إلى وطن ، معافى كان أم جريح ...
آمنة حاراته .. أم تدك المدافع ساحاته ...
أنا أحن .... إلى جارتنا تلك الثرثارة التي دوماً كانت توقفني في صباح كل عجلة
لتسألني عن حالي
إلى طبيب الحي الذي لا يعي من الطب إلا لهفته لإسعاف جارنا ساعة فجر دون أن يأبه
أنه في عطلة !!
إلى البقال ذاك العجوز الغاضب على مدار اليوم ، الذي يهرع لمساعدتي إن تعصبت من
تصرف أحدهم
أنا أحن ....... إلى رائحة السمن العربي في مقلاة أمي ...
أحن .... إلى أمي
إلى تاريخي ..... إلى نفسي ....
فحيث تكمن كل هذه التفاصيل بسلبياتها و إيجابياتها ، أكون أنا ....
ذات حنين ، أدركت معنى أن تعيش تفاصيل عمرك في مكان فتدفنها سعياً وراء تفاصيل حلم
.. في مكان تجهله و يجهلك
لا يشبهك .. لا تشبهه ... خال من ذاكرتك من ذاكرة تفاصيلك
ما سبق و أن ركضت في حاراته التي تفوح منها روائح التوابل و البن كي تمسك بصديقك
ابن الحي الذي نشأت فيه حتى تخانقه
وتتشاجران من أجل فتاتك تلك التي تجلس خلفها في مقعد دراستك الذي حفرت عليه بين
خربشاتك اسمها
ما بكيت على شواطئه أنت و حبيبتك ،..
ما ... و ما ..............
ستبني فيه رغم كل شيء ذاكرة أيضاً ، هكذا ستوهم نفسك كلما دق ناقوس حنينك
ربما ستبني ذاكرة !!! لكنها باردة و جافة تخلو من كل بسمة و مسكونة دوماً ب
الحنين
https://www.facebook.com/you.write.syrianews