أين المعتصم ... وأين الحق..؟؟
لا أدري لماذا ما زال الشعب الفلسطيني وبعض العروبيين السذج يستنجدون بالعرب على طريقة "وامعتصماه" لإنقاذ الفلسطينيين من الهمجية والعربدة والغطرسة الإسرائيلية ؟؟ ولا أدري إلى متى يتعلق البعض بأساطير وخرافات قومية و وطنية بالية أكل الدهر عليها وشرب ولم تعد موجودة الا في مخيلات الرومانسيين أو على أبعد تقدير في البيانات العاطفية السخيفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
لقد تغيير العالم العربي وتغيرت معه المشاعر والمصالح إن لم نقل ضاقت وفسدت إلى حد كبير فقيم النخوة والتضامن العربية المزعومة على هشاشتها لم يعد لها محل من الإعراب عمليا فقد حلت محلها قيم الفردية والأنانية الضيقة في السياسة والاجتماع والاقتصاد منذ زمن بعيد ...
لو تذكر القوميون العرب في فلسطين وغيرها وقفة العرب أيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية لما عادوا واستعانوا بالأنظمة الحاكمة كي تنقذ الشعب الفلسطيني من براثن آلة الحرب الإسرائيلية وكيف ننسى كيف قامت بعض الجهات بحملات التبرع للفلسطينيين وجمعت منها ملايين الدولارات من جيوب الجوعى والفقراء وبدلا من أن تذهب التبرعات إلى الفلسطينيين الثكالى والمرضى والجوعى حطت رحالها في حساب مسؤولين عرب وبذلك نكون قد أسأنا ل الفلسطينيين مرتين
الأولى عندما تركناهم يبادون ويسحقون أمام آلة الدمار الإسرائيلية والثانية عندما تاجرنا بمأساتهم قولا وفعلا لهذا لو كنت مكان الشعوب العربية المنكوبة في فلسطين والعراق والصومال ولبنان .... والحبل على الجرار
لما طلبت ولا حلمت بأي دعم عربي رسمي بل لحصنت نفسي من التآمر العربي على قضاياي عملا بالقول المعروف اللهم أحفظني من أصدقائي إما أعدائي فأنا كفيل بهم , وكيف يستجير هؤلاء بالعرب إذ كان العديد من العرب يرفع شعار أنا أولا كما رأينا في أكثر من بلد
لكن المشكلة لدينا أننا لم نتفرق ونتشظى كي نتقدم كما حصل مع تايوان وسنغافورة والدويلات المستقلة الصغيرة لا بل كي نزداد تخلفا وأنانية وقوقعة وقطرية كما هو الحال في معظم الدول العربية
وكيف تتوقع رأينا من أنظمة تبطش بشعوبها ليل نهار وتحاربها بلقمة عيشها وتبقيها تحت النعال إن ترهن ثروات الأوطان وتمارس السلب والنهب المنظم أن تهب لنجدة شعب آخر فلسطينيا كان أم عراقيا
انه تفكير عربي بكل معنى الكلمة فإذا كان الأقربون ليسو أولى بالمعروف في عرف الأنظمة الحاكمة فكيف الأبعدون
لاشك أن الضعف العربي هو المسؤول عن الوضع العربي المتردي والاستفراد الإسرائيلي بالبلدان العربية لكن الذي زاد الطين بله هو استفحال المزايدة العربية حيث أصبحت القيم الوطنية والمشاعر القومية والعذابات الإنسانية تباع وتشترى في المزاد بعدما راحت بعض الحكومات العربية كما رأينا تزايد على عتاة التجار والمتضاربين في تجزئة القيم والأخلاق والسياسات وبعد ان تحول العالم العربي إلى سوق عكاظ كبير لكن لا للمبارزة في قرض الشعر العربي الأصيل بل في بيع المواقف والمزايدات والمضاربات السوقية
وأيضا
يراودني قول الشاعر
كفكف دموعك فليس ينفعك البكاء ولا العويل
وانهض ولا تشك الزمان فما شكا الا الكسول
واسلك بهمتك السبي ولا تقل كيف السبيل
كم قلت أمراض البلاد وأنت من أمراضها
والشؤم علتها فهل فتشت في أعراضها
يا من حملت الفأس تهدمها على أنقاضها
اقعد فلست الذي يسعى إلى إنهاضها
وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن
لو كنت تبغي خيره لبذلت من دمك الثمن
ولقمت تضمد جرحه لو كنت من أهل الذمم
لذا وفي ظل الثورات التي تندلع في الشارع العربي اليوم والتي كان الغرض المطلوب منها قبل الإطاحة بفاسد أو لصلاح أو تغيير هدفها الخارجي الموجه هو أبعاد الروح العربية عن المجازر الإسرائيلية التي تتزايد يوميا على أرواح الفلسطينيين وأين العرب من تلك المجازر اليوم للأسف العرب اليوم يلتهون بخبر صادق تتناوله بعض القنوات وتكذيب آخر له في قناة أخرى وسياسي معارض وآخر يدعو إلى التهدئة
وفلسطين والعراق والصومال أين من حسابات الإصلاح تلك لا أحد يريد أن يفكر بالسؤال أولا قبل الجواب ولا أحد يدرك أن حجم التجيش الذي يمارس على الشعوب العربية هدفه الأول والأخير توسيع رقعة الاحتلال والسيطرة الغربية على ثرواتنا وأوطاننا فأرغب من شباب اليوم أن يعي حجم ثوراته تلك وأن يدرك انه إن كانت أنظمته تنكل به أو يعدها احتلال فالحل يكون دون توجيه خارجي يودي به إلى احتلال أجنبي متغطرس يسلب منه حتى حق التنفس الحر