أمي الحبيبة : سنوات مضت لم تفارق
صورتك خيالي ....
سنوات مضت لم ينبض قلبي سوى بنبضاتٍ تصيح ...أمي ....أمي...
سنوات مضت لم أعرف طعماً للأكل والشرب ولم أتنفس كما البشر...
فيا أمي الغالية عند الوداع أحسست بأني أضعت روحي
...عند الوداع أحسست بأن ثمة شيئ سيعيدني
يوماً إلى دمشق ألا و هو عيناكي فعيناكي هو البحر الذي لا أستطيع ألا أغرق فيه
فكلما غرقت فيه
ازداد قوة و كلما غرقت فيه ازداد عشقاً للحياة ...
حدثيني يا أمي أمازال عطري يفوح في أرجاء بيتنا؟؟
أمازال طيشي يصيح في أرجاء حيينا ؟؟
أمازالت فكاهاتي تدور بينكي و بين أخوتي؟؟؟
أمازلت أشغل حيزاً من ذاكراتكم؟؟
أمازال إخوتي و أخواتي يسهرون ويتسامرون على ضجيج أحاديثهم و ذكريات طفولاتهم؟؟؟
أمازال أبي مع آذان الفجر يذهب للمسجد و من ثم يأتيكم بالخبز الطازج الذي أحببنا ؟؟
أمازالت عيناه تحكيان آلاف القصص لرجلٍ ضحى لأجل أطفاله عيناه التي لطالما حملت
الكثير الكثير
من الحزن والألم ليرى أطفاله يكبرون يوماً بعد يوم ؟؟ أمازالت عيونه تدمع شوقاً
لفراقنا؟؟
حدثيني يا أمي عن ذلك البيت العتيق الذي ضمنا لسنواتٍ طوال بأحزاننا و أفراحنا
أمازال بيتنا يشع
في أعالي قاسيون ويتراءى للدمشقيين كما آلاف البيوت كأنها نجمات سقطت من السماء
وحطت على قاسيوننا
وتضيئ من قمته وحتى سفحه...
أمازالت حمائم الجيران تحلق في سماء دمشق لتشكل غيماتٍ طائرة تسبق كل الغيمات
ومن ثم تعود أدراجها لأصحابها لتحدث بين الحين والآخر شجاراتٍ لطالما تنتهي بتراضي
الطرفين
بحكم الجيرة...
أمازال للعيد معناً ؟ أمازال للفرح معناً ؟ أمازال للحزن معناً ؟ أمازال للإنسان
معناً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حدثيني يا أمي عن كل تفاصيل حدثت مذ أن غادرتكم ..حدثيني كم من الحزن والألم تحمل
قلبك وسيتحمل..
حدثيني يا أمي عن هواء دمشق عن مطر دمشق عن ثلج دمشق أمازالت جميعها كما عهدناها أم
أن
الحزن دخل أصمتها أيضاً ؟؟
أمي الغالية : لست وحدي من أضاع نفسه في زحمة هذه الحياة التافهة ..
أماه لست وحدي من حاول ايجاد نفسه ولم يستطع ايجادها إلا في جهنم ..
أماه لست وحدي من أكل عليه الدهر وشرب...
أماه لست وحدي من تمزق قلبه لفراق أمه ووطنه...
أسمحيلي يا أمي أن أهديكي في عيدكي ما تبقى لدي من قلب و ما تبقى لدي من روح..
فقد أضعت كل شيئ في بعدي عنكي ..ليس الذنب ذنبك ولا الذنب ذنبي أماه ..
فالذنب كل الذنب على القدر الذي رماني لآلاف الأميال بعيداً عنكي..
فليسامحني الله إن آلمتك أو أحزنتك و لتسامحيني أماه على كل شيئ و لتدعي لي بالعودة
مرة أخرى لكي
و لوطني
أحبكي يا أمي.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews