في البدء كان الفساد تعايش معه
الأجداد ورّثوه للأولاد ,,, و لم يتقبله الأحفاد
و في إحدى الأيام اشعل احدهم نفسه و كأنه بفعلته هذه عبر عن حرقة قلوب ملايين
المساكين ,,,,
فوصلتنا شرارة من لهب تلك النار ,,, و من فعلة بعض الحمير و الإعتداء على اكثر من
طفل صغير اشتعلت عندنا الثورة ايضاً .
وَعَدونا بربيع ٍ جديد تتفتح فيه الأزهار و تفوح
رائحة الياسمين و تتراقص حولنا الفراشات ,,
فتفتحت بدل الزهور قبور و تراقصت القذائف من حولنا و انسدت أنوفنا من عبير البارود
و الدماء .
تهيج الجميع و انكشف غبائهم ,, مجموعة صرخت ارحل , فرحل الشعب كله والمعنيّ لم يرحل
.
طالبوا بإسقاط النظام فإسقطت البراميل عليهم بكل ترتيبِ و انتظام .
هذه المجموعة أيدها الفقراء و بعض المفكرين المكبوتين , و إنسانيين صادقين و أناس
معقدين و فاشلين .
أما الطرف الثاني فواجه المشكلة بغباء اكبر و بدَل ان يحلوها ,, اعتبروا هؤلاء
جراثيم و مندسين و استعملوا سياسة العنف و التخوين و قالوا بأنها فورة و( خلصت و
فشلت ) .
هذه المجموعة أيدوها الأغنياء المنتفعين و مجموعة من الطائفيين البلهاء و من تبقى
من أشخاص طيبين لكن لا يهمم من الدنيا سوى انفسهم فقط .
لا يمكن ان نلوم هذه المجموعة فمن الصعب ان تقول الحق إن كنت مستفيد .
و طبعاُ كان هناك اطراف محايدة لكن لم يكن صوتها مسموع وسط هذه الفوضى و الضوضاء ,,
و أحياناً كانت تسكت عن الحق , ليس لأنها شيطان اخرس بل
لأنها تعرف بأنها إن تكلمت سيفتك بها شيطان اكبر يجعلها تخرس .
كان في السابق رغيف الخبز يُشبع الغني و الفقير ,إلا ان الثاني كان يعيش من راتبٍ
حقير ,
صحيح بأننا كنا نعيش حياةً رائعة لم نشعر بقيمتها إلا لاحقاً ,, لكن لم يكن كلنا
كذلك !
لم ننتبه لما كنا نخبئه من حقد و قهر و فقر و كبت على جميع الأصعدة .
نعم كنا بحاجة لثورة راقية لكن , تم التعامل معها بشكل خاطئ و سرعان ما تسلحت هذه
الفورة و تدخل فيها تجار الحروب و الدماء و السلاح
و بما إننا شعب بفكره فقير كسائر الشعوب العربية ,,, سمحنا بتدخل كل منتفع و حقير
,,, فتدخلت عاهرات روسيات و داعرات اميركيات و جعلوا من بلدنا اكبر الكاباريهات ,,,
مثلية فكرية , عهر إعلامي , دعارة في المبادئ و فجور في الأخلاق ,,,,, صرنا وطناً
غنيٌ بثرواته و فقير في انسانيته و قيمه .
للأسف دخلنا عامنا الخامس و مع اني اكثر الناس تفائلاً إلا اني ارى الوضع يزداد
تعقيداً ,,,مهما تكلمنا عن الحوار لن نستفيد شيئاً ,
فالدم قد سال في الشوارع و ثُكِلت العديد من الإمهات وتهدمت الأبنية و البيوت و صار
اغلب الشباب خارج البلاد و البقية المتبقية يحلمون بالهجرة ايضاً و يتنظرون الخروج
.
ربما يبدأ الحل بالمسامحة , اعرف بأنه كلام مبالغ به و حل غير منطقي و سماوي بحت ,
لكن إن كنا جميعنا يطلب من الله ان يخلصنا , فأعتقد بإنه لن يستطيع ان يفعل شيء إلا
بهذه الطريقة ,,,, فالله لا يرد الإساءة بإساءة .
ربما علينا ان نسامح انفسنا اولاً على أنانيتنا و كرهنا للأخر و رفضه ثم نسامح
الآخرين على ما فعلوه بنا , عندها نبدأ رحلة السلام و نوقف دوامة العنف و القتل .
نعم هذا الحل سماوي و الهي بحت فأي أمٍ تغفر لمن حرمها ابنها أو إبنتها , لكن إن لم
نفعل ذلك سنواجه العنف بعنف اكبر و مسلسل القتل و الدمار لن ينتهي .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts