مرة ً طرحتُ سؤالاً , - سؤال خيالي بحت - بأنه لو عيّنوك ملكاً على العالم لمدة معينة و بأمكانك ان تصدر قرار او قانون لتغيير شيء في هذا العالم ( اضافة شيئ , حذفه , تعديله ) اي شيء سيُنفذ و بحذافيره ولن يكون هناك اي اعتراض او تعديل عليه ,,,,, ما هو القرار الذي ستضعه ؟؟!! بعضهم اخبرني بأنه يريد ان يصبح اعظم المسؤولين , او اغنى الأغنياء , او من اصحاب الشركات , والحمد لله هناك من فكر بإنهاء الحروب ,,, الخ )
اما انا فكان قراري خطيراً للغاية ,,, و جريئاً ومخيفاً للكثيرين لكن عزيزي القارئ , إن لم تكن صاحب ذهنٍ منفتح او لا تتمتع بثقافة تقبل الأفكار المغايرة لأفكارك , فرجاءً لا تكمل القراءة ولا تضيّع وقتك ,و غادر الصفحة ,,من غير مطرود .
لو كنت سأصبح ملكاً سيُنفذ قراري بحذافيره ,,,كنت سأمر بأن تلغى جميع الأديان !!! نعم ,,, مجنون ! معتوه ! كافر ! ملحد ! ماسوني !عبّاد شيطان , عبّاد شمس : لا ادري ما الصفات التي اغدقتها عليَّ الآن , لكن بما انك اكملت القراءة فهذا يعني انك تعتبر نفسك من اصحاب الأذهان المنفتحة و التي تحترم افكار الأخرين
سألغي الأديان لأنها السبب الأول لكل الحروب , وهي بداية كل نزاع , و إن لم تكن السبب الأول .. فقد كان الجميع يتذرّع بها ويأخذها حُجةً للقضاء على اعداء الله ...الله الذي لا عدوَ لهُ .و للسيطرة على اصحاب العقول البسيطة ...
لنقسم المؤمنين طرفان : طرف الجيد و طرف السيء الطرف السيء : بعض اليهود اغتصبوا فلسطين لبناء دولة يهودية ( اسرائيل ) الأرض التي وعدهم الرب بها كما يدّعون , ارادوا قيام تلك الدولة لو مهما كلفهم الأمر من قتل و تدمير ,,, فلا بأس هم شعب الله المختار .
اما عن بعض المسيحيين قد اشعلوا تلك الحروب - لا ادري من كان ورائها و لايهمني الأمر- لكن كل ما اعرفه بأنها حملت رمز الصليب شعاراُ , وهنا النقطة .. اتخذت طابعاً دينياً نعم اتخذوا الصليب رمزاً ...... ذاك الرمز الذي مات عليه الإنسان !!! وبارك البابا اولئك الجنود ليستعيدوا الأراضي المقدسة و يحموا باقي الأفراد من جماعتهم .
و اخيراً المسلمين المتشددين او المتعصبين , او من يعتقدون بأنهم اسلموا امرهم لله فحتى الآن يصيحون الله اكبر ثم يفجرون انفسهم , نعم يقتلون من يخالفهم معتقداتهم و تعاليمهم ,, وذلك جهاداً لأجل الله ,, كل هذا لدخول الجنّة , لأجل الله . الله يأمر بقتل المختلفين ؟؟؟ اكرر هل لله اعداء !!؟؟ هذا ولم اذكر باقي الحروب التي جرت عبر التاريخ مع اديان اخرى كالهندوسيين و البوذيين ووووووووو .
نعم سألغي الأديان و سأحتفظ بجوهرها المشترك و اضعه قانوناً للناس بالرغم من رقيّ جوهر جميع الأديان إلا ان غباء البشر جعلني امقت التكلم عنها ,, حتى المؤمنين ,, هنا نأتي للطرف الجيد وهنا اقصد من يعتقد بأنه يعبد ربه جيداُ وعلاقته به على اكمل وجه ..حتى هؤلاء اغبياء لأنهم يعتقدون بأنهم فقط على صواب , اما باقي الأديان فهي خاطئة و غير كاملة ,,يالغبائكم !!!!
ما هذا الغرور الذي يعميكم ؟اليهود يرون انفسهم شعب الله المختاروالمسيحيين يتفاخرون بأنهم ابناء الله اما المسلمين يعتقدون بأنهم خيرُ أُمةٍ أُخرجت للناس و ثلاثتهم يريدون ان يقلعوا الشوكة من عين الآخرين و لا يرون الخشبة التي في عينهم للأسف جميعنا نلحق القشور , نهتم بالطقوس السخيفة و التقاليد البالية ,,, وننسى الجوهر .
سأعتبر الوصايا الكريمة هي مشاعر الإنسان , احاسيسه , افراحه , احساسه بإنسانيته , جروحه , الآمه و اوجاعه تلك هي المبادئ و المقاييس التي سأبني عليها الحلال والحرام و عن طريقها سأميّز الصواب من الخطا , ما يسبب الأذى لنفسي و للآخرين هو مقياسي . اما بالنسبة الى الحج !!!فلا اعتقد الحج بأنه زيارة لحائط المبكى والبكاء امامه والشعور بالندم ,, فالله لا يستلذ او يفرح لرؤيتنا نبكي الحج لا يعني ان تذهب و تضيء الشموع في كنيسة القيامة و تزور القبر .ليس الحج ان تلمس حجر الكعبة و ترجم الشيطان في عرفات .
الحج برأيّ المتواضع هو تلك الرحلة الصعبة , رحلة الغوص الى اعماق قلبك , رحلة الرجوع الى الذات والشعور بإنسانيتك , ومسؤوليتك تجاه هذه الحياة ,, و لا تعتقد يا عزيزي بأنها رحلةً سهلة ًو بإمكان ايٍ كان الغوص بها وتحمل مشقاتها ,,فهي مفروشة بأشواك الأنانية و حصوات الخوف و الجشع ,,لكن إذا وصلت فعلاً الى هناك ,,, فهناك تقدر ان تبكي وتكتشف ضعفاتك لتتصالح مع نفسك , هناك تستطيع فقط ان تضيئ شمعة ً لتنير بها دربك و درب الآخرين , وهناك تلمس قلبك وتدور حول روحك وترجُم كل مخاوف الكون ,,,, هناك استيطع ان اقول لك َ حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً .
