خلق الله العالم ,,,,, فَصَلَ بين النور و الظلام, و رأى الله أن ذلك حَسَن .
ثم جمع المياه و فصلها عن اليابسة ,,, و رأى الله أن ذلك حَسَن .
ثم فرش الآرض بالعشب و ملئها بكافة انواع الأشجار , بعدها جبل من التراب إنساناً و نفخ فيه نسمة حياة و هكذا خُلِق آدم ,, خُلِق الرجل الأول , ,, ثم رأى الله بأنه لا يحسن ان يكون الإنسان وحده و بأنه بحاجة لعون يساعده , فجبل من الأرض جميع الحيوانات و الطيور و المخلوقات و أطلق الإنسان اسماء عليها جميعاً .
لكن حتى الله نفسه رأى بأن كل هذا العالم المنتظم و جميع هذه الخلائق الرائعة و الرجل القوي ينقصهم شيء رأى ان هذا بمفرده غير حسن, و يلزمهم من يكملهم و يضفي معناً لوجودهم , فأوقع الإنسان بثبات عميق و أخذ إحدى اضلاعه و سد مكانها باللحم و من هذا الضلع أوجد المرأة ,, التي أخذها من آدم ,,, سميت امرأة لأنها من أمرئٍ أُخذت .
فخلق الله الإنسان على صورته , على صورة الله خلقه , ذكراً و انثى خلقهم و باركهم الله .جاء هذا المخلوق الذي غيّر كل الكائنات و أقام الدنيا و أقعدها ,,حتى ان القصة تقول بأن حواء كانت السبب بخروج آدم من الفردوس و نزوله الأرض .لكن من يعلم الحقيقة , ربما هي طبيعة آدم إلقاء اللوم على حواء ,كما انه من طبيعة المرأة أن تكبّر عقلها و تتحمل أغلاط الرجل , لذلك قبلت بالقصة التي يخبرونا بها حتى يومنا هذا , بأنها السبب في الخروج من الفردوس.
جاءت المرأة و هزّت العالم في كل المجالات :فأهتم الأنبياء في إعطائك المرتبة الأولى , فكنت الأم الحنونة و الزوجة الرؤوفة .و برع الشعراء و المفكرين في وصفك و التغني بجمالك و سحرك , فكنت الحبيبة و الخليلة و العشيقة .و لم تنصفكِ البشرية منذ الأزل فكنتِ الأخت المكبوتة و الزوجة الخاضعة و الأبنة المقموعة .
للأسف يا حواء أن اغلب المجتمعات ما زالت تنظر إليك على أنك لا تصلحين سوى لتربية الأطفال و الإهتمام بالمنزل , و لكنك رغم ذلك أثبتي للرجل بأنك افضل و أقوى منه على جميع الأصعدة ,, كيف هذا ؟؟؟!!! لو نظرنا في التاريخ لوجدنا نساءً قَدن دولاً إلى القمة كزنوبيا و كليوباترا و اخريات انزلن حضارات إلى الحضيض و اخفينها ومن النادر ان نسمع عن امرأة بدأت حرباً بتحكمن بكل ما يردَن , ففي إحدى عيونهم بجمعن الطفولة و البراءة , أما الأخرى فينضحن الإغراء و الدهاء .
في العلم ربما لم تثبت المرأة نفسها كثيراً بسبب ما مارسه الرجل من قمع و انتقاص لذكائها و فكرها على مرّ السنين و حتى يومنا هذا مازال الرجل يخشى ان تتعلم المرأة أكثر منه او تحقق نفسها على الصعيد العملي كما انه يخشى ان تتفوق عليه . في الحكمة ,, جميع فلاسفة الأرض و كل المفكرين لا يساوون شيئاً امام العاطفة النابعة من قلب المرأة. حتى في الأديان اعزائي ,,, فقد أثّرت المرأة بقلوب الجميع و بقوة أكثر من الرجال ,فلو تأملنا بالأنبياء و المرسلين ,, جميعهم لديهم اتباعهم , إنما لديهم بالمقابل اضعاف من أولئك الذين لا يهتمون بأمرهم و ربما يكرهونهم.بمعنىً أخر ,, لكل نبيّ قصص و هناك من يؤمن بها ,,لكن بالمقابل يوجد من يُنكر حقيقة تلك القصص ولا يهمه شأنها , بينما هناك امرأةٍ واحدة كسبت قلوب الجميع و أجمع العالم كله على طهرها ومكانتها الروحية ,, بالطبع إنها سيدتنا مريم ,,, أُمُنا الكلية القداسة .هنا أيضاً نرى تفوق المرأة في الدخول الى قلوب الجميع .
في النهاية علينا ان نعترف يا حبيبتنا بأنك أرق الكائنات و ألطفها و اجمل نعمة من
الله . لك نقول يا اختنا بأنك سندنا و قوتنا و عوننا وبدونك لا نستطع شيئاً. و
نشكرك يا أُمنا على حنانك و عطفك على سهرك في مرضنا و على ما فعليته في شخصيتنا
.كمانشكرك يا جدتنا و خالتنا و عمتنا على مساهمتك في تربيتنا نعدك بأن نحميكي يا
ابنتنا ونكون مصدر الأمان و مثال للتفهم لكن .علينا بأن نعترف ايتها المرأة من دونك
لا نستطيع شيئاً و على الرجل ان يفهم أنه لولا انوثة المرأة لما شعر برجولته.