لا جديد في ايامنا سوى ان الزمن
يتقدم و شعور ان أساسيان مازلا يتحكمان فينا ,, اليأس و شقيقه
التوأم أمل ,, فحيث هناك يأس يكون هناك أمل ,,
احب الأمل فهو الشعور الإيجابي الوحيد – من بين جميع الصفات الإيجابية – الذي يزورك
عندما تكون في قعر أحزانك و قمة تعاستك !
يأتيك ليُنير الظلمات و يُريك أن هذه الحياة تستحق
أن تُعاش لوجود أشخاص رائعون و أشياء جميلة فيها,, و يذّكرك ان الآتي اجمل .
كَوني متفائل و حبُّ الحياة يُضخّ مع كل نبضة في شرياني , و كوني مؤمناً أن الله
خَلقَ العالم ناقصاً ليتيح للإنسان أن يملاؤه كما يشاء , وعندي ثقة كبيرة بقوة
الصلاة.
,, سأشارككم صلاتي الآن , لكني لن أصلي لنفسي ولا لأي احدٍ يخصني فهذه الصلاة لا
تعنيكم , سأصلّي لأشخاص لا يُذكرون عادةً لا في دور العبادة ولا أي مكان عام !! ,
علّنا إن رفعنا هذه الصلاة بقلب صافٍ و ذهنٍ واعٍ قد نصل الى عالم ارقى , حيث
يتساوى فيه جميع البشر .
* سأصلّي للذين يحكمون الأرض و المُتسلّطون على الجماهير ,, سأطلب أن يتحلّوا
بالحكمة , الحكمة التي لا تدخل النفس الساعية للشر ,,الحكمة التي تُحب الإنسان و
التي تهرب من الخداع و الأفكار الغبيّة ,, فليتذكروا بأنهم خادمين لمُلكِ الله و
يوماً ما ستُفحص أعمالهم , وإن لم يحكموا بالصواب , سيَجرى عليهم حُكماً لا يُشفِق
, سأصلي ان يتعلّموا الحكمة و لا يزِلّوا و ان يعلموا ان كرامة الإنسان شيئٌ مقدس.
* سأذكر في صلاتي كل المفكرين والشخصيات المؤثرة على الرأي العام , سأصلي كي
يلتزموا بمبدأ التكلم بالحق و لا يَحيدوا عنه .
* اترجى من الله أن يدرك حاملي السلاح حقيقة كونهم قَتَلة و لا يبرروا أفعالهم سواء
كانت لأجل الدفاع أو لأجل قضية أُخرى ,,, فالعنف لا يولّد إلا العنف ,, فليجربوا ان
يتسلحوا بالفكر و الذكاء .
* أرفع صلاتي على نيّةِ الخادمات و العاملين الأجانب , اللواتي يلقَين معاملة سيئة
و الذين يعملون بأبخث الأجور ,, أصلّي لأسيادهم أن يعاملوهم كما يحبوا أن يُعاملوا
لا بحسب مصالحهم و فوائدهم .
* أُصلّي للمثليين !!!
كي يفهموا أن الله لا يكرههم بل يكره خطيئتهم , أتمنى أن يتصالحوا مع ذواتهم
ليغلبوا ضعفاتهم , أُصلّي كي يفهم الناس أن الحياة جرحتهم و الزمن أغتصبهم فلا
يزيدوا على قلوبهم بالتهميش و التحقير والسخرية منهم ,,,
فمن كان منكم بلا خطيئة فليرجمهم بالحجارة .
* أصلي لذوي الإحتياجات الخاصة أو بالأحرى لكل واحدٍ منّا , فلكل منّا إعاقته
بطريقة أو بأُخرى ,وما أكثر المعاقين,,, ما علينا سوى تقبُل ضَعفاتنا و ان نسمَح
لله ان يدخل منها ليصنع المعجزات فالله يأتي عن طريق الضعف ! سلمهُ موهبتك و ضعفك
وانطلق .
* أصلي لمعتنقي جميع الأديان ,,, أن يفهموا أن الله ليس معهم فقط , بل هو متجسدٌ
بالآخر أيضاً , و يجب عليهم ان يروه في الآخر ,,,الآخر المختلف في التفكير و
المعتقدات , فإن استطاعوا أن يحبوا الآخر الذي يروه سيقدروا أن يحبوا الله الذي لا
يروه.
* أصلي لعشاق تحطمت قلوبهم ,,, لأشخاصٍ قلوبهم عطشى للحنان و الأمان , فالحب أجمل
شيئ في حياة المرء فهو يرَقّيه و يعلّيه و ما من شعور اعظم أن تعلم أن هناك شريكاً
يحبك لشخصك و يتحمل عيوبك و سيشاركك أكل العسل و العلقم .
* أحسُدُ كلّ طبيب عالج مصابين تحت القصف و كل من خاطر بحياته لينقذ غرباء عنه و كل
من ساعد النازحين و أهالي المناطق المنكوبة ,,
أحسدكم لفَيض إنسانيتكم ,, فأنتم رجال الله في الميدان و جنود الخالق أنتم و
بأمثالكم سنغيير الدنيا و نبني غداً احلى .
انتم صلّوا لإلهكم , فالبنسبة لبَعضكم هو خادم المصباح يلبي طلباتكم و احتياجاتكم ,
بعضكم يعبدونه خوفاً منه !!! لأنهم يَرَونه المحاسب , الديّان , القهّار ,,
آخرون قد فَصّلوا إلهاً على مقاساتهم وافكارهم
أما انا
فإلهي إلهُ محبة ,,, إله الحكمة والنور ,,, لم يُنزِل شريعتُهُ لأسير بها كما يرغب
دون ان افهم محتواها أو اعرف اسباب نزولها
لم يخلقني ليتسلى بيّ !!!
نعم !!!
الله لا يبلي ثم يُعين !!!
لن يضع حسناتي جانب سيئاتي و يوازن بينهم ثم يختار ان يرميني في جهنم أو يُدخلني
ملكوته ,
إلهي يسعى لخلاص البشرية جمعاء , للإنسانية كلّها ,,, و هذا الخلاص يأتي من خلالي
وعن طريق الجميع أيضاً .