الفكر لانساني Human Mentality عقلية الوفرة Abundance mentality : هي أن تؤمن أن هناك فرصاً تكفي الجميع ، وخيرًا يكفي الجميع في هذه الدنيا.. فلست بحاجة أن تخسر أحداً أو تؤذي أحداً حتى تكسب أنت.. فهناك خير يكفي الجميع. عقلية الندرة والشح : Scarcity mentality هي أن تؤمن أن الخير والفرص محدودة (اللقمة واحدة إما أن تأكلها أنت أو يأتي احد غيرك يأكلها)، ولابد أن يكون هناك واحد خسران .. فالحياة كلها صراع وتنافس.

 ويبقى السؤال: أي عقلية يمكن أن تجعلك تعيش بهدوء وطمأنينة وسلام وراحة بال ؟ طالما أن الخير موجود للجميع ..فعليك التفكير دوماً بعقلية الوفرة أما أولئك الذين يفكرون بعقلية الندرة فهم لا يمدحون الآخرين و يخافون من نجاحاتهم ولا يشاركون أحداً في معلومات ولا علم ولا معرفة ، لأنهم يظنون أن غيرهم إذا نجح فهم خاسرون حتماً فيخافون بذلك من أن يأخذ أحداً مكانهم . وبالمقارنة فإن أولئك الذين يفكرون بعقلية الوفرة تجدهم هادئين مطمئنين لا تهددهم نجاحات الآخرين، بل يطرون على نجاحاتهم ويثنون عليهم ، ويشاركون الناس تجاربهم ومعرفتهم وعلمهم.

باختصار أقول أن في مجتمعنا شخصيات تفكر بعقلية "الوفرة" فترى كل شيء حولها متعدداً وكثيراً، وآخرون أشغَلتهم "الندرة" فتجدهم في قلق دائم وتوتر.. ومن يفكر بعقلية "الوفرة" يرى دائماً أن الفرص كثيرة ومتكررة وتجد الحياة والعمل معه متعة وطمأنينة فهو يسعى لمنفعة الجميع ، أما من يفكر بعقلية "الندرة" فهو يرى أن ضياع الفرصة يعني ضياع مستقبله وتجده يسعى لصالح نفسه وحسب، إنه أناني الطباع بخيل العواطف والعطايا.. وغالباً ما يفكر الحاسد بعقلية الندرة، فهو ينظر إلى الفرص التي تأتي للآخرين وكأنها الفرصة الأخيرة، أو أنها سبباً في ضياع فرصته، فيبدأ بالحسد والبغض ويظن أن نجاح الآخر هو تهديد له فتجده يركز على المفقود ويعيش في وحل اليأس والإحباط.. بينما من يفكر بعقلية الوفرة فهو يسأل الله الرزق الوفير والبركة للجميع ويرى أن الفرص كثيرة وموزعة بالتساوي والعدل بين جميع البشر ويركز على الموجود بالشكر والاستثمار فيظهر له المفقود..

وأحياناً وبلا أن نشعر قد نبدأ التفكير بعقلية الندرة والحل هنا أن نرفع من مستوى روحانياتنا وإيماننا لندرك أن الأرزاق قد وزعت بالعدل، ثم ندعو لأنفسنا وللآخرين بالبركة وننشغل بالعمل لأنفسنا لا بالنظر بما لدى الآخرين، وهاتان العقليتان لا تنطبقان على عالم الأعمال فقط، بل في كل مجالات الحياة .

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts