فارس من هذا الزمان.
كانت تحبه..كان يعشقها...أنثى حقيقية...طيبة مثل غزال...تخالها دوما قد أغتسلت في بحيرة عسل دافئ...حصلت على الشهادة الأعدادية...لم تكمل تعليمها
اما العاشق فقد كان في السنة الجامعية الأولى...طب الأسنان...ذكر وسيم..طويل..ممتلئ نوعا ما...تابع دراسته وظلت تنتظره...تخرج..وسط المدينة كانت عيادته...تكاثر الزبائن...كلهن فتيات...أدرك الطبيب الوسيم سر تهافت الزبائن..يعلم تماما انه ليس بتلك المهارة التي تفعل ذلك...
اغلب نساء عيادته اقتربن من ذلك السن الذي يبدأ الخوف فيه لدى المرأة..ذلك السن الذي يجعل كل تفكير الأنثى يدور حول شريك العمر...كان الوعد ان يتزوج الطبيب بعد سنة من مزاولة العمل..مضت ثلاث سنوات..جاء الخبر كالصاعقة...سقطت هذه الصاعقة على تلك الغزال التي ظلت تنتظر....لن يتزوج الطبيب من امرأة لا تحمل سوى هذه الشهادة الصغيرة
الطبيب سوف يختار امرأة جامعية على أقل تقدير....عاشت الغزال حالة حزن شديدة...لم تستغرق طويلا..كانت امرأة واقعية...أدركت أنها عشقت طاووساً ملونا ولم تعشق رجلا...قررت..درست...نالت الثانوية...انتسبت للجامعة....لم تبق سوى سنة واحدة....
لازال الطبيب يستقبل الزبائن...سأله رجل قريب له:متى ستتزوج؟
...قال الطبيب:ألا تنظر في العيادة....هل تعتقد انني لو فعلت ذلك لظل الزبائن...
.سألت الغزال:لو جاء معتذرا ..هل تقبليه...قالت:تتزوج المرأة من رجل وليس من نذل.
ناتاشا.
ألتقيت ناتاشا..قبل الغروب
في حديقة وكان فصل الخريف
هديل الحمام أسمعه
في قرميد كنيسة...كان يوم أربعاء
ناتاشا تقرأ في كتاب
وأصابع الريح طويلة وماكرة
كانت المرة الثانية
أرى ناتاشا
كانت غريبة
وكنت غريبا
غريبان دون موعد
ليلة رأس السنة الميلادية
جلبت من أمها نبيذا جبليا
صنعته أمها من كروم القرية البعيدة
ليلة رأس السنة
بكت ناتاشا على صدري
تكسرتُ كحبة جوز
كأحلام ناتاشا تكسرتُ
وتماما مثل احلامي
ناتاشا اه يا صديقتي
كم متعب أنا
فلا تحفري في جروحي
لا تسكبي دموعك فوق صدري
زيتا على نار
هل تقرأين لي؟..مذلون مهانون
مذكرات من بيت الموتى
وأنا اسرد لك حكايا
عن حارة قديمة
ناتاشا ..يا صديقتي
أنا الآن في مدينة بعيدة
ليلة رأس السنة
جارتي تجرجرني للرقص
وأنا لا اعرف غير البكاء
أسمع صوتك
ناتاشا صديقتي
كانت ألمانية شرقية
جاءت للغربة بعد ان تكسر الجدار
وكنتُ في الغربة
بعد أن تكسرت روحي