news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
عندما يصبح الموت أغنية خالدة..حديث عن لوركا... الجزء 2 من 2 ...بقلم: عدنان شيخو

دمع العين...هكذا سمي ذلك النبع الشديد العذوبة...البالغ الصفاء...كانت مياهه تصل عبر قساطل الى قصر الحمراء.. في غرناطة...قريبا من هذا النبع...ليس بعيدا عن تل فيثنار...تل الفخار كما يسمى بالعربية...وقريبا من الفجر..


مزقت طلقات نارية صمت ذلك الفجر...ومزقت أيضا جسد شاعر يعد واحدا من أعظم الشعراء قتلت تلك الرصاصات العمياء لوركا ولم يقتصر الأمر على ذلك الذين قتلوا لوركا أخفوا الجثة....كانوا يخافونه ميتا بمقدار خوفهم منه وهو حي

 

كان لوركا

يتوقع هذه النهاية....قال قبل ذلك:

عرفت أني قتيل....

فتشوا المقاهي والمقابر والكنائس

فتحوا البراميل والخزائن

سرقوا ثلاثة هياكل عظمية لينتزعوا اسنانها الذهبية

ولم يعثروا علي

ألم يعثروا علي؟

نعم لم يعثروا علي

حين زال الحكم الفاشي حين انتهى زمن فرانكو حين تخلصت اسبانيا من ذلك الكابوس وأستعادت القدرة على قراءة التاريخ اكتشفت مرارة الحزن اكتشفت فداحة خسارتها بفقدان احد المع ابنائها.

 قال بابلو نيرودا في مصرع لوركا:

ان الذين أرادوا باطلاق النار عليه أن يصيبوا قلب شعبه فانهم لم يخطئوا في الاختيار....

قريبا من تل الفخار  غير بعيد عن نبع دمع العين صار المكان يشبه الهلال هناك المذبح الاخير..لونت جدران الهلال بلون ازرق خطت عليها قصائد ومقاطع من قصائد لوركا هذا المكان صار مزارا هناك يقرأ الزوار قصيدة خضراء ومرثاة الى اغناثيو..

عرف لوركا الموسيقى والرسم ثم الشعر احتك بالفلاحين والغجر قرأ لمن سبقه شد الرحال الى نيويورك وهناك اكتشف التمييز العنصري والظلم الاستغلال والاضطهاد عاد ليكتب اهم دواوينه                                 شاعر في نيويورك.....

في ديوانه يصف الناس هناك يلفهم الحزن تفترسهم الوحدة يقول لوركا عن نفسه:انا كاثوليكي شيوعي

فوضوي...ليبرالي...محافظ....وملكي أيضا....

لقد وقف لوركا الى جانب المهمشين والمنبوذين خاصة الغجر اكشف فيهم الخصب والعنفوان والحزن بادله الغجر هذا الحب تكثر الاحتفالت السنوية التي تقام للوركا لكن اعظم تلك الاحتفالات هي تلك التي يقوم بها الغجر ففي اواخر الليل تتوافد جموع الغجر الى تل الفخار تستوطن دمع العين هناك وعلى الطريقة الغجرية يبدأ الاحتفال الكبير بشاعر كان يرى ان توقع الموت دوما تفجر روح الابداع اسبانيا امة مفتوحة للموت...

لا يمكن اكتشاف الحياة غناها تنوعها متعها جمالها لا يمكن شربها حتى الثمالة دون ان نفكر بالنقيض...بالموت

 

يقول لوركا:

اذا مت

من شرفتي أراه

الفلاح يحصد القمح

من شرفتي أسمعه

اذا مت فدعوا الشرفة مفتوحة

هكذا سار لوركا للخلود..وسوف يمر وقت طويل ليولد ان ولد انسان وشاعر مثله.

انتهت


عندما يصبح الموت أغنية خالدة..حديث عن لوركا... الجزء 1 من 2

2010-12-05
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد