بين شرف يُحلف به و آخر يُلعن به , تقف المرأة بلا حولَ و لا قوة ليُفصّل لها شرفٌ على مقاس أفكار مجتمعها و معتقداته الخاطئة , ففي الآونة الأخيرة .
تحولت جرائم الشرف من قضية شهرية إلى يومية, هذا يقتل أخته , و هذا يقتل زوجته و ذاك ابنته باسم انتهاك شرف العائلة و الاستهتار به, فتُهدر الدماء , و تُقفل السجون لتعود و تفتح أبوابها بدم بارد, مبرأةً كل من يرتكب جريمة قتل باسم الشرف.
أصبح الشرف قضية محض نسائية, إن وجدت الأسباب أو انعدمت حول انتهاكه , فهي لا تعني الرجال إلا بدرجات متفاوتة من الأهمية, فالأهم عندهم هو غسل العار كما يقال.
إلا أن الأسئلة التي تطرح نفسها في هذا السياق كثيرة
هل كل فتاة تُغتصب يكون الأمر بإرادتها ؟.
و إن كان قد اعتُديّ عليها, فهل يبقى الذنب ذنبها ؟.
و هل غسل العار هو الحل لإنقاذ شرف العائلة ؟.
دائما يكون التساؤل حول _ شرف المرأة _ مؤطّرين معناه بالمفهوم التقليدي البحت الذي لا يتجاوز بالتفكير الحجري المحدود ما بين ساقيها مع تعتيم عميق لأخلاقها و تصرفاتها و اتجاهاتها التي تشكل برأيي المعنى الحقيقي للشرف بشكل عام أي بواقعه المعنوي غير المادي أو الملموس .
فاشرف كلمة ما بين لفظها و معناها من الفرق ما بين الشمس في منظرها و الشمس في حقيقتها , فكثير من المذاهب كزجاج النافذة , نرى الحقيقة من خلالها و لكنها تفصلنا عن الحقيقة .
لمَ لا يتساوى الرجل مع المرأة بمفهوم الشرف ؟.
لمَ للرجل أن يُخطئ متعمدا أحياناً و بغير قصد أحياناً أخرى دون مبرر أو عقاب؟.
أنا لا أحبّذ أن تتساوى المرأة مع الرجل في الأمور السلبية ، وإنما الحق يُقال ، بأن الرجل الشرقي دائماً يُحرّم على غيره ما يُحلّل لنفسه ، ويُحلّل لنفسه ما يُحرّم على غيره .
