لم يعد اختصار وتر ، لعمرٍ في صدىً من تاريخ فواصل الطريق يعزف لحنَ توحد.
يجيء إلى جراح الماضي هاجس من آهاتِ الرياح ، يصرخُ عبقُ النشوى في عمقِ الرمال ، ينصبُ تذكاراً مألوفاً على غيمةٍ في أبعد صحراء ، ويبقى شموخُ العينينِ حالماً ، ليفجرَ في الروحِ ملحمة أحلامٍ سرمدية.
ها قد جاءت الأيام مسرعةً تزيد ارتجال المعضلة ، تتصاعد أنفاسي كما الدخان وبسرعة الضوء تتبعثر فوق فوهة الأحاسيس ، تلهث الثواني ، تنشق ظلال شمس الأماني ، تتسرب إلى عشوائية الغيم المسافر، ألسنة اللهو الطليق تبتلع نقاءَ الأسماء ، يزدحم الضياء بداخلي الأنثى ، متلهفاً صوب عراقة روحي ، يحدقُ بالصور المعلقةِ على جدران الذاكرة ، وحصار الأجساد حول روحي يجعلني كبنفسجه ندية ، تمارس رغماً عنها، مجاملة طقوس قضية الإذعان المقيتة ، عمق هيامي يشتاق أن يروي تسبيح فجرٍ إلى نهايات الزمن المريرة ، يهزُ جبروت اختناق شفتايَ المتصحرة ، يستبيح نبض نهارٍ آخر ، نبوءة قضاءٍ آخر .
مراحل الظلم المفترض كانت مشحونة بمستقبلٍ من المشقات المدهلزة ، نار باردة ونار ملتبهة تنصب في وعاءِ الوحدة على امتداد مواطئ العقل. تحتجزُ نسائم الهوى العابر فوق حكايات السراب المبتهج لساعات ستأتي ،،، لريتما .
جنون العطرِ كان شقياً ، يعبث بجسد أنثى ، سجينة الارتعاش ، وذاك العطر يشتهي اغتصاب الفكر ، المحصن بتقاليد تتخبط بالعفة ، تأكل وتشرب مني خواطر ، ابتدعتها براءة الأيام ، كيف به ذات يومٍ قلمي أن يختلق رواية لخيالٍ يغرق بخفق الأفكار ، يسير إلى أبعد من مدى الأفق ، يغتصب جسدي ، ينحت تفاصيل وجهي ، يرتحلُ معي حرفي إلى مدارات النفس العائمة على شواطئ الكلمة الشرقية ، يتفرد ببصيص نور من حلمي ، يعانق دفينَ هواجسي ، يتجسد في بعضي وكلي ، يتملكني ، ثم يأخذني خلف ضباب اللامعقول ليحجب عني شعاع ألوان السفر الطويل ،إلى الروح المطمئنة حلماً ، يستأمن أطياف الغمائم الحالمة ، ألمح مقلتاي تدفع برهان الهلاك المشلول الأطراف ، وتتبسم بغبطة الجمال الإلهي ،
بسمتي المتهكمة تسحق حوارَ الفكرِ المبتذل .
ويح كلماتي المنسوجة بلهيب العبودية ،
هيهات أن تحتضنها الحياة بذراع السبيل إلى السلام الأبدي الخالص ، تتستر بأثوابِ عفة ، تلبس وجعَ النفوس المؤرقة باضطرابِ الأرواح .
حلمي فيما أمتلك من كلمات ، يحتمي بجياع البنفسج لآبار ماء.
تضمحل المعاني المعتكفة أمام صَليب الخواطر المرجوة، تتوحد مع ثوراتِ ذاتي الهائجة ، المختمرة بخطيئة الطموح. ويبقى شيطان الأماني يهمس ويوسوس في أذني بتواطؤ ، يوحي إلى حنيني بأحلام مشوشة ، يفرغ هواجس لا إرادية في أصدائي الممتلئة بظمأ حقيقة الحس.
خيول الحكمة ترجوني أن أتشبثَ بأصالة أبجديتي ، تلامس أسوار أرضي ، متجهةً بثقة الفخرِ ، نحو عمق رغباتي .
اهتدائي إلى غرابة المسيرة في فكري ، يغدو سفيراً لروحي المختنقة بشهوة النهم ،
إلى نشوى قطرةٍ
من ينابيع بوح قلبي
النابض بالآهات .