لا أعلم من أين أبدأ ... تتزاحم الكلمات في رأسي ... أسئلة لا أجد لها جواباً شافيا ً ... لماذا ؟ كيف ؟ أين ؟ ما السبب ؟ ...
و لكن سؤال واحد يخطرُ في بالي ... أهي بداية النهاية ... أم هي النهاية فعلاً ...
أسبوع مر على حياتي ... أول أسبوع لا أستطيع فيه أن أفصل ما بين دراستي و تفكيري بك ... كان يوم الأحد آخر يوم لي ... و يوم الأثنين آخر يوم لكِ ... ننتهي فيه من هموم الدراسة و الأمتحانات ...
لم أنم في ذلك اليوم ... خوفاً من أن يفوتني لقائي بك ... أسبوع لم أرك فيها ... أشتقت فيه لأن أكون بقربك ... لسماع صوتك ... لرؤية وجهك ... تفاصيلك ... أن أغرق ببحر عيونك ...
لبست أجمل ما عندي من ثياب ... تأنقت ... وضعت أطيب الروائح التي عندي ... من رآني في ذلك اليوم ... عرف أنني أنتظر أحداً ...
قبل دخولك للإمتحان رأيتك صدفة ... نظرت لك و نظرتي لي ... فرحت لهذه النظرات ... ما زلت تتذكرينني ... ساعتان تفصلني عن التحدث معك ... هذا ما قلته لنفسي ... لم أشعر ببرد الشتاء ... لأن حرارة حبي و عشقي لك ... تكفي ... لتدفئ هذا الجسد ...
مضى الزمن بطيئاً ... أو سريعاً ... هذا ما أحسسته ... و الشوق يقتلني للقياكِ ... و قلبي ينبض يريد الخروج من صدري ليركض ورائكِ ...
أنتهى الزمن المحدد ... و رأيت بشائر تقديمك لتلك المادة ... فرحت بأنها لن تكدر عليكِ و تشغل بالك بها ...
رأيتكِ و رأيتني ... أنتظر خارجاً ... متحدياً للفحات الهواء الباردة ... لتجمد الأطراف و تنملها ... و أنا منتظر ليخلو لنا الجو ... و نكون وحدنا ... أنا و أنتِ ...
و لكن ... دخلت أنت و صديقتك مرة أخرى إلى المبنى ... و أنا على أمل أن ألقاك بعد ذلك ... أنتظرت خارجاً ... و لفحات الهواء البارد تأكل من جسدي بنهم ... دخلت إلى المبنى لأختبئ قليلاً من هذا الوحش ... على أمل ... بنزولك حتى أتكلم معكِ ...
نصف ساعة ... و أنا أنتظر ... قلقت ... أيعقل أنك ذهبت ... كيف ... و من أين خرجت ... فليس لهذا المبنى غير هذا الباب الرئيسي ... صعدت ... لأبحث عنك في الممرات ... لأصعق ... بأنك هربت مني ... من باب آخر لطالما عرفته مقفلاً ... و أنا أقول متى ... كان هذا الهروب ...
صرت كالمجنون ... يجري من هنا لهناك ...بحثاً عنك ... و أنا أتسائل ... أفعلت ذلك عن قصد ... أتخافين من مواجهتي ... أأنا ذئب بشري يريد الأنقضاض عليك ... عريتني أمام نفسي ... أصبحت ذئباً ... يبحث عن طريدة ...
ضعيفٌ هذا التصرف منك ... أحسست ببرودةٍ تتسلل لقلبي ... أصابه مرض عضال ... و بات يحتضر ... و الروح تهرب منه كهروبك ...
أتعلمين ماذا كنت أريد أن أقول لك ... أنك خلال الأسبوع الماضي قد ذبحتني ... أنني لا أريد أسباباً لأحبك ... يكفيني أن الله قد زرعه في قلبي ... أنني لا أهتم لأحد طالما أن الله يعلم مقصدي ... أنني مستعد لمواجهة أياً كان من أجلك ... أن أضحي بأحلامي من أجلك ... و أن تعطيني فرصة ... لألقاك على نفس الطاولة التي جلسنا عندها من قبل ... لا أعلم ماذا كان يدور في بالك وقتها ... و لكن هذا ما كان يدور في بالي ...
قلبٌ ... و عقلٌ ... و نفس ... هذا ما كنت أنا عليه خلال الأسبوع الذي مضى ... صراعٌ دائمٌ بين القلب و العقل ... و النفس تنظر بحيادية ... يستميلها القلب تارةً ... و يستميلها العقل تارةً ... أشلاء أنسان وقع في الفخ ... فخ التوحد في الحب ... للمرة الثانية على التوالي ... من سينتصر الله أعلم ... و من ستتبع النفس ... الله وحده أعلم ...
تذكرتك يا صديقي ... عندما أخبرتني بحبك الوحيد ... بإعترافك بذنبك الوحيد ... كانت تحبك ... و كنت تحبها ... كانت ستضحي من أجلك ... و كنت ستضحي من أجلها ... و الحاجز الوحيد الذي يحول بينكما ... أعتراف ... بحبكما لبعضكما ...
تذكرتك يا صديقي ... عندما كنت تروي لي قصصك معها ... و تعابير وجهك و حركاتك كأنها أمامي ... حسدتك ... و تمنيت لو كنت مكانك ... بأن يضحي أحدٌ من أجلي ... كما أضحي من أجله ... بأن يحبني ... كما أحبه ...
أمس أنتهينا ... هذا ما غنته فيروز الغالية ...
قلبٌ مريض يُحْتَضَرْ ... و عقلٌ يستعد لثورةٍ ليستلم مقاليد الحكم على هذا الجسد ... و نفس لا تعلم من تتبع ... هذا أنا ... أشلاء أنسان ... يفقد الأمل يوما بعد يوم ... و شهرأً بعد شهر ... و سنةً بعد سنة ...
قد تكون هذه قصتي ... سأودعكم كما ودعتكم فيروز الغالية ... و أخبركم عني ... و هذا وقت الفراق ... و لكني لا أظن أنني سأرجع لكم ... و إن رجعت ... فلن أرجع بإسم يحمل هذه الذكريات التعيسة ... و قد تعرفونني ... فأذكروني بخير ... و أدعو لي ...