(1)
نفس الطريق طريق أعرفه ليس فيه أي شيء غير مألوف
وفي لحظة أصبح الطريق الذي لا أريده أن ينتهي طريق طويل
أصبح أقصر طريق في العالم، أقصر من آية الإنجيل "بكى يسوع"
أنا الذي أبكي الآن، لا أبكي دموع بل سعادة
غريب ذلك الشعور عندما تبكي السعادة
ولكن الأهم هو ذلك الطريق
كنت متعباً فأراحني وحزيناً فأفرحني
مهموماً فحمل كل همومي
وكل هذا لأي سبب...؟
هي
رغم كل وصفي لم أنتهي ولن أنتهي
(2)
كنت جالساً ودخلَت هكذا فجأة
بدون مقدمات دخلت إلى مكان جلستِنا وإلى قلبي
في نفس اللحظة نظرتُ إليها نظرةً غريبة
نظرة عاشق ونظرة معجب ونظرة... ومازلت إلى الآن أنظر إليها
(3)
أحببتها أحببتها أحببتها كما تحب الوردة قطرة ندى
أحبّها أحبّها أحبّها كما يحبُّ الطير السماء
سأحبّها سأحبّها سأحبّها كما يحبّني المسيح
لا أعلم هل مسموح لنا الحبّ
أم الحبّ بدأ ينحاز إلى أحد الأطراف كما تفعل كل المشاعر
أصبح بنظر البعض الحبّ فعل حرام لا يجب أن نفعله
وبدأ كل شخص ينصحني بتركه
لكنني برغم كل ذلك سوف أبقى أحبّها
(4)
في أيام مثل هذه الأيام
أصبح الشعور كاذباً ماديّاً سطحيّاً
حتّى بالنسبة لأقرب أصدقائي
لكن رغم ذلك أستطيع أن أكون جازماً
بكل إحساس جميل عرفته يوماً... بكل شعور حزين وصعب مرَّ عليّ
بكل لحظة ضيق أو ألم... بكل أوقات السعادة
إن ذلك الشعور المتدفق إلى قلبي لحظة رؤيتها وإحساسي به
هو الشعور الوحيد الأبدي الحقيقي الذي لا يستطيع أي شخص أن ينكره علي
إنه الشعور الإلهي تجاه البشر، شعور المسيح على الصليب
إنّـــه حبّــي لـــك
(5)
أشهد أنّك لي وأنّي لك
أشهد أنّك أهم وأعظم حدث في حياتي
وأنّك أهم خبر وأسرع خبر عرفه الناس عني
أشهد ألا امرأة ملكت عقل ذَكَرٍ في كل الأزمان مثل ما ملكتِ
واستطاعت أن تدحرج حجر تخلّفي كما فعلتِ
أشهد ألا امرأة توّهتْني بين خصل شعرها
واستولت على كل ما يملكه البشر من حب إلا أنت
أشهد ألا امرأة خلعت عني ثوب الإنسان الكبير وأعادتني عاشقاً صغيراً إلا أنت
أشهد ألا امرأة أسهرتني كل ليلي حياتي وأيقظتني قبل شروق الشمس دون أن أشعر بنعس إلا أنت
أشهد ألا امرأة سيطرت عليّ كسيطرة نيرون وحكمتني كما حكم فرعون
وأدخلتني جنة العشاق ورمتني في نار الهلاك إلا أنت
(6)
إني اليوم سعيد بل في قمة السعادة لأنني قررت وبكل قواي العقلية
أن أخطو الخطوة التالية الخطوة التي مازلت واقف أمامها من زمن بعيد
أكل غبار الأيام أقدامي من تلك الوقفة
ولكن في نهاية هذا الأسبوع أدعو الجميع إلى الوقوف معي ومساعدتي
كي أطرد كل الماضي المؤلم من داخلي
أدعوهم إلى الفرح معي، إلى الاحتفال بعودتي إلى الحياة التي تركتها مرغماً
لكي أضمّض جرحي النازف
أدعو مسيحي إلى مشاركتي هذه الفرحة ليس بجعله أحد أبنائه شريراً
بل بجعله عودتي كعودة الابن الضال
كما ساعدتني كي أتخلص من مشكلة الرذيلة بتلك الطريقة العجيبة الغريبة...
مازلت غير مدرك لنفسي
كل هذا فعلته لي كي أعود والآن أنا عائد إليك
والدمع يسكن عيني من شدة السعادة برؤيتك والإحساس بوجودك من جديد
أو بالأحرى علي أن أقول أن الإحساس عاد إلي أنا لأنك موجودة دائماً
أطلب منك كما لم أطلب من قبل وأتمنى أن تسمعني وتُحققي طلبي هذا
أطلب منك أن تبقى بجانبي وتساعدني فيما أنوي فعله بكل صدق كما تعلمين
أن تشجعني وتدفعني إلى الطريق الذي تراه مناسباً لي
وأنني سوف أطيعك الى المنتهى وسوف أحمل صليبي وأتبعك
إنني أثق بك بكل نفسي فشكراً لك لمساعداتك الدائمة وأنني أنتظرك يوم...
كي تبقي معي في خطوتي القادمة
أحبّك وأحبّها...............................................هانيبال