news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
شعر
لم يبق صديقي ...بقلم : خالد سامي الغماز

عندما يحتم على الإنسان أن يعيش في زمن غريب ودنيا لا يوجد فيها إلا الغدر , فيصبح كأرنب تائه بين البقاء في حقل الجزر الذي يحاصره المزارع بالبندقية الفتاكة أو أن يكون ذات ليلة بين فكي ذئب جائع ومتوحش


عندما يفقد الإنسان ثقته حتى بنفسه  فلا يستطيع اللجوء إلا للورقة والقلم ليشكوا هموم نفسه لنفسه

 

فإني سوف أكتب حائرا ولست أعرف كيف أبتدي وعن ماذا أتكلم

إني لم أعد أدري

أين هو الوفاء

الذي نقرأ عنه في الروايات

 

والذي نسمع عنه في الإذاعات

والذي يكتب عنه الأدباء

لم أعد أرى في هذه الدنيا

إلا فراشات مقصوصة الأجنحة

 

وعصافير مسجونة

وكرامات مسلوبة

فكيف أصدق

أن في الدنيا ما يسمى بالوفاء

 

بعد أن كشفت كل الأقنعة

وبعد أن صار الغزال يخون غزالته

والسبع يقتل لبوته

والحصان يقص أرجل مهرته

 

وبعد أن أصبح السفاح

يعطف على ضحيته

لقد جرحني ما فعلته حبيبتي بحقي

ولكنني حاولت النسيان

 

وما كنت أجهله

هو أن من يقاسمني فرحتي

ومن يحميني

ويكون لي في الظلمات شمعتي

 

هو الذي كنت إذا فارقني

أعتزل كل شيء إلى أن يعود

وأفرح الدنيا إذا رأيته باسما

وأرضخ له حتى ولو وضع في يداي القيود

 

هو الذي كنت أظنه كل الوجود

باعني وباع عشرتي

جعلني كالذي يداوي جراح الآخرين

والجراح في ظهره تنزف

 

قلت له ذات يوم

من أجل أن أرمي تلك الشكوك من ذهني ؟

  هل يمكن أن تطعن بي

فقالها بتعجب

 

(هل يمكن للإنسان أن يطعن نفسه)

ولكنه ويا للأسف

خيب ظنوني فيه

وأحرق قلبي من بعد أن كان محطما

 

ولم يشفق علي

أجل لقد كنت أظنه صديق

واكتشفت اليوم

أنه كان يسخر مني

 

عندما كنت غافلا

واكتشفت أنني أحمق

عندما وضعت رأسي على صدره

وشعرت بالدفء والارتياح معه

 

لقد توقعت من الزهر أن يخون العطر

وما كنت أن صديقي سيفعل

توقعت بأن النهر سيخون البحر

وما كنت أظن أن صديقي سيفعل

 

توقعت أن القلم سيخون الحبر

وأن الأوراق ستخون الشجر

ولكني ما اعتقدت يوما

أن هذا يمكن أن يحصل بين البشر

 

فأين هو العدل والوفاء في الدنيا

إذا كان حتى من صاحبته وصادقته

لا يتردد لحظة بخيانتي

فهل يا ترى

 

كل البشر هكذا

وهل تصبح الخيانة حلا

في هذه المواقف

عذرا يا سادتي

 

فإنني ما يجب أن أعيش في هذا الزمان

فلقد كنت أحلم بشيء يسمى الوفاء

وصداقة مليئة بالنقاء

وحلمت بأن تكون العصافير تمارس حريتها في السماء

 

وأردت أن يكون البحر

ذو مياه عذبة زرقاء

لا أن يكون مالحا وأسماكه سوداء

وحاولت أن أعيد للشجر كل ما فقده

 

من أغصانه الخضراء

لكنني لم أستطيع

وهل يستطيع أحد غيري فعل هذا

في عالم يخلو من الوفاء

2011-02-17
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد