news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
وين القمر...؟ ... بقلم : احمد العربي
syria-news image

 "الاهداء الى ميساء ومازن ...


 والدا يارا وسارة -بالشدة على الراء كما سماها والدها-وهادي"

 في كل يوم خميس نجتمع في بيت العائلة الأهل والأولاد والأحفاد

 

 وثابرت على القدوم الى بيت العائلة أختي الصغيرة وأولادها الثلاثة

 قصتي ليست عن اجتماع العائلة "ولو انو بتستاهل هالاجتماعات أكثر من قصة لان لا اجتماعات القمة

 العربية ولا طل الخبر" اذا قصتي اليوم عن يارا.

 هذه الطفلة الموهوبة الحيوية والرسامة الصغيرة

 

 "طولو بالكن رح خليها ترسم الحيط" التي الان في الصف السادس وجوها العائلي الجميل

 "بلا حسادة طبعا"

 بلا طولة سيرة كانت في الثالثة من عمرها كنت احس بها عندما كان يضيق عليها البيت

 وتريد ان تخرج أسألها: "شو بكي خالو؟"

 

 تجيب:" بدي اطلع العب".

 احملها بين ذراعي ونخرج من البيت ولانها تربية بيت جميل كانت تستأذن من والديها

 حتى لو خرجت معي.

 يومها كان الطقس جميلا وبدأت بوادر الليل تهل فلم اتركها من بين ذراعي

 

 وفي الثالثة من العمر تكثر تساؤلات الاطفال "شو هاد خالو؟" "ليش خالو؟" "مين خالو؟"

 وانا اجيب حتى فاض بي وكانت اسئلتها على براءتها "بدها تفكير كتير"

 ولأنني تعبت سألتها ان كانت تريد العودة الى البيت

 "هيهات ان يتعب الاطفال" اجابت كعادة الاطفال بهز الاكتاف الى الاعلى

 

 وبمسحة حزن يكاد ينفطر لها الفؤاد ولأنني كعادتي احب الهجوم كخير وسيلة للدفاع

 بادرت الى طرح الاسئلة عليها وهي تجيب

 ومن براءة اجوبتها احيانا اضحك واحيانا اقهقه بصوت عال "وساوتني فرجة" بين المارة والمتسامرين

 ولأنني تعبت انزلتها من بين ذراعي وسألتها: "وين القمر خالو؟"

 

 وقفت في منتصف الطريق ورفعت رأسها الى السماء -الصافية والممتلئة بالنجوم-

 وبدأت تبحث عنه وعندما لم تجده نظرت الي ثم نظرت الى السماء مرة اخرى

 ثم الي محرجة وخجلة –واعتقد ان عقلها عمل ببراعة وانها احرجت وتساءلت هل يفكر خالي

 انني لا اعرف القمر- ثم قالت بثقة:" راح ينام ..." وادارت لي ظهرها وعادت الى حيويتها ولعبها.

 

 لم اكتف بعناقها لحظتها اردفتها على ظهري وعدت بها الى البيت فخورا انني احمل شاعرة صغيرة

 تغني لي طوال طريق العودة وفوجئت انني غادرت معها المنزل مدة ساعتين لم احس بهما

 الا عندما "طلعتلكن ببهدلة من كعب الدست من والديها المتجهزين للرحيل الى بيتهما".

 وهي من ذكرتني بهذه القصة لالحاحها دائما دائما كلما رأتني

 

 "شوكنت  أعمِل وانا صغيرة وشوكنت "ء ول" خالو؟" ويا ويلي شو كانت تعمل وشو كانت تقول؟؟!!!!!!!!!!

 وكنت اعلم انني لن انسى هذه الحادثة ما حييت ولان يارا علمتني الكثير ولازالت هي واخوتها

 وغيرهم من الاطفال.

2011-02-22
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد