هات يديك هذه قيودي التي حررتني منها ارمها بعيدا عن عالمي ارمها حتى لا تتوق احزاني إليها مرة أخرى فأنت بحري الذي أفرغت فيه أعبائي , ذاكرتي وأيامي وكنت لك عالما تكتشف فيه ساعاته وظواهره متى تشرق فيه الشمس ومتى يأتي الليل ومتى اعلن ثورتي ومتى يحل السلام ..
أخبرتك عن انتصاراتي وعن هزائمي اخبرتك عن تاريخي وعن رحلتي ورسمت خارطتي حللت جميع ألغازي وابحرت في اسراري ..
حررتني من مخاوفي وفتحت نافذة الحقيقية اسعدت روحي مرة وابكيتني مرة امطرت روحي بالسلام فلم يبقى كلمات في الحب الا وأصبحت نداءاتك ..
ايقظتني كلماتك وادعاءاتك فأنا إلى اليوم لم أذكر أني صنعت لك قيودا ولم أذكر أني أفرغت فيك أحقادي ولم أحلم يوما بأن يجمعنا المصير كنت صحوتي من الأمس حين توهمت أن الكلمات لم تعد تستطيع أن ترسم أحلامي أو أن تأتي بالسحاب لسمائي أو أن تعيد رسم وجودي أيقظتني حين رسمت الليل محطتك الأخيرة فيها تضع رحالك ومعي تزيل أعبائك ..
وبرغم صمتك فشفاهك لم تستدر لكنني شعرت بنظرات الحزن في بريق عينيك أنا لم أتقن فنون عالمك ولا أعرف لغتك أنا لم امضي في طريقك يوما ولم أحصي خطواتك إلى أين تتجه ومتى وأين ستنتهي لكنني شعرت بأنك أسيري وبأني سرقت ابتسامة شفاهك ونبض شعورك
انا جعلت من الليل عادة وصفحات وابوابا نفتح للغربة فيها ألف باب ..كنت وطنك أياما وغربتك أعواما فامضي معي ..
من اليوم انت بغير قيود وبلا وعود وكما حررتني من أعماقي ومن مخاوفي أنا سأحررك من ليلي فأنا لم أتقن لغة عالمك ولا أعرف فنونه ولا حكاياته أنا أختلف في ملامحي وفي ألواني أختلف في جميع الأشياء ..
سعدت حقا بحبك , سعدت حقا بجميع اللحظات التي كنا معا فيها وجميع اللحظات التي لن نكون فيها دعني أرى ملامح الحرية في ناظريك افرد جناحيك وحلق حلق, عاليا ارحل أسمعني غناء الحرية وأملأ السماء بغبار جناحيك وارحل ارحل بعيدا ..
أرحل للسلام .. للحب .. ارحل للحياة ..