لا تقف هكذا حائرا في نسياني فأنت تعلم أن لا أحد يشبهني , إشارات الاستفهام التي في يديك ترميها هنا وهناك لن تعود عليك إلا بخيبات الأمل فلا كلمات تجيبك عنها ككلماتي , كلماتي تزرع في نظراتك البريق تشعل في جسدك النار, تخبرك أن العمر بدوني هباء وأن ماضيك يحتاجني لأمحو من صوره التعب وأما عن الغد فهو ينتظرني..
أنا وحدي من يأتي بالسحاب إليك , أنا من يختبئ خلف كلماتك فحين تعجز عن التعبير أكون كلمتك وحين تتوقف عن التفكير أجر خلفي اسراب أفكارك وأمضي بها حيث أريد وحيث تريد , أنا أوتار صوتك أقف وراء ضحكاتك وربما وقفت يوما وراء دموعك , وحين أرسم لك موعدا تختفي جميع جراحك ويبدأ للغد معك رحلة ترسم فيها أحلامك فتسافر إليها ولأجلها وحين اخبرك عن استحالة اللقاء أطفئ نور الشمس في عالمك أرسل لك دعوة للحزن تلبيها بلا تباطؤ , نلتقي دائما في ضياعنا نلتقي في بحثنا عن قلوب تشعر بنا دون كلمات عيونا تمر على ملامحنا فتعرف ما نخفيه في ماضينا أصابعا تسافر فوق جبيننا لتستل منه العناء ونعود دائما لنشكو من جهل الناس بنا ومن مخاوفنا بأن ينتهي الربيع قبل أن نجد من يجيد قرأتنا فكأن لنا قدرا نتجاهله وربما يتجاهلنا ..
لا صوتا يمطر قلبك بالسلام كصوتي فحين يبدأ يومك بنبضه ينشر ربيع الحنان بين أضلعك فأوتاره تحبك وأنا فقط من يعرفك أنا التي تجاوزت المسافات لأجلها وحررتها من ظلام الصمت أخرجتني للشمس , منحتني قوة الاستمرار أنا هنا لأجلك حتى وإن لم نعد طيورا بين اسراب الحب ..
راحلا عني بقوة قلب أقسم ألا يعود , باحثا بين الأسماء وبين الملامح عن أحدا يشبهني ,حاملا الأمل في قلبك راجيا أن أتكرر قرأتني آلاف المرات ولم تمل عيناك مني , مرة جعلتني صفحتك الأولى ومرة صفحتك الأخيرة التي لا تقرأها العيون ولا تصل إليها الأنامل , وإلى اليوم لم تزل خطواتك تكرر ذاتها ..
وأما أنا فأنت لدي الخبر الذي يشرق كل يوم في الصفحة الأولى ولا يتحول ابدا إلى أخبار الأمس ..
إن تعبت يوما من حيرتك وعرفت استحالة وجودي مرتين أخبر خطواتك الحائرة أني بانتظارها فربما كان لنا قدرا لا نراه , وعد فإني بانتظارك ولا تقف حائرا في نسياني فأنت لن تستطيع نسياني ولن أستطيع أنا ..