سأكتفي بهذا العمر سأكتفي بهذا الزمان جناحاك التي احتضنتني لها أن تطير لها أن تبتعد برغم أني بك وجدت للحب لغة أخرى ولأجلك استعدت إيماني وكانت صحوتي وحين نظرت إلى الله وسألته عمرا آخر سألته العمر لأجلك لكنني اليوم قد تعبت فاعذرني لأني .. سأرحل هذا المساء..
سأحمل جذوري وأمضي , سأحمل ما تبقى من ذاكرتي ومن قوتي لن أخبرك أبدا أني لم أجد فيك ما تمنيت وأنك لم تكن عاصفتي ,لم تأخذني عيناك بعيدا بل رسمتني في ظل الغربة وعلى أوراق مليئة برسومات لم افهمها ولن أستطيع محوها لأسطر لي فيها عمرا جديدا معك ..
أعدت قراءة عيناك مرارا أردت أن أجد لي فيها لحظة هدوء ورقة بيضاء فارغة لأسجل تاريخي لأكتب لنفسي الألقاب ..
أعطني ورقة بيضاء ليس فيها حروف أو رسوم أو ظلال لأكتب فيها ما أشاء لأرسم فيها ما أريد, رسوما تشبهني , طرقات تحتضن خطواتي , فيها أماكن تذكرني فيها بيوت تعرفني قلوب تنتظرني وأيد تعانق يدي سأكتب كلمات تعرفني حروفها بلون ملامحي معانيها لم تخطر ببال فيها نظرات الرضى والأمل أعطني عمرا وما أغلى العمر ..ولكن ..
لا تبحث في مفكرة أيامك فلن تجد فيها يوما خاليا من الذكرى ولن تجد في أسماعك غير أصداء لا تشبه صوتي
مرسلة من الله إليك في ظلمة الأيام نظراتك الغريقة أخبرتني بأنك تحتاجني مددت يدي اليك وكلما ارتفعت انت من الماء غرقت أنا في الأرض واليوم لم يبق من ملامحي ومن جسدي إلا عيناي التي أحبت نظرات الرجاء في عينيك عيني التي لن تشرق الشمس فيها بعد اليوم ..
يداك آه ما أحلى لمساتها طوقتني طوقت رقبتي لكنها .....؟
أكملت رسالتي وعادت أرجلك لترسم ظلها على الأرض لقد نجوت أنت وغرقت أنا ..
وحين بدأت خطواتي بالابتعاد عنك شعرت بأن أنفاسي قد تباطأت وتلاشى من الكون الهواء أنت تعيش في دمائي وفي أوردتي فكيف أرحل عنك ..؟
سأرسم ما أريد فوق رسوماتك فربما كانت رسومي أجمل, سأكتب كلماتي التي لا تشبهها كلمات , سأنتظر فربما مددت يديك لي لتنقذني من الغرق كما أنقذتك أنا سأنتظر ولن أرحل ..
هذه هي حقائبي رميتها أغرقتها سأبقى معك حتى وإن رحلت غدا لكنني سأغتنم لحظات اليوم وسأحبك فيها ..
مدلي يديك أمسك يدي احبك اليوم وغدا , لن اترك عمري المرسوم في عينيك , لن ارحل اليوم ولا غدا لن ارحل ابدا ولست أنا من يفكر بالرحيل عنك ولست أنا من قال بأني سأرحل هذا المساء ..