news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
المشهد السادس .. الهارب من ملفات بقعة ضوء ومرايا وموجه حصرياً لقراء سيريا نيوز... بقلم : هاني يحيى مخللاتي

حسب الطلب..


تجمعوا ليتسكعوا ويتبادلوا أحاديثاً تافهة كعادتهم بعد أن خرجوا لاستراحة الغداء، أربعة موظفين يعملون في إحدى الشركات، لا يشغلهم إلا موضوع واحد، ألا وهو الزواج، فبعد أن تزوج إثنان منهم جعلوا المقارنة بين المتزوج والعازب لعبتهم وقصتهم وسيرتهم التي لا ينفكون يتكلمون فيها.. أحدهم كان مهتماً جداً بجواله وقد أغناه بمجموعة كبيرة من الأغاني والمقاطع الصوتية الموسيقية وكان يستمع إليها كلما سنحت الفرصة، ويستخدمها أحياناً في لفت أنظار الفتيات..

انتهت وجبة الغداء وبقيت ربع ساعة للعودة إلى أعمالهم، يقضونها عادة في احتساء الشاي الساخن، وبينما كان (سعدون) سارحاً في قائمة الأصوات التي نظمها بعناية في جواله، نظر من الشرفة التي يقف عليها إلى الشارع ليرى فتاة تمر بجانب المبنى الذي يعمل فيه، اعتاد أن يراها تمر يومياً في هذه الساعة ولكنه لم يكن يحرك ساكناً..

المهم أنه بعد أن رأى تلك الفتاة قال لأصدقائه أنه سيعود بعد قليل وذهب من فوره ليمشي خلفها، وما أن بقي بينه وبينها بضعة أمتار حتى بدأ بتشغيل الأغاني من جواله..

 

 

جوال سعدون: ادلع يا كايدهم.. ادلع يا كايدهم.. خليهم يشوفونك.. خليهم يشوفونك..

ثم: عرق ما بشرب عرق ولا وسكي ولا تكيلا.. ويلعن بيا الأركيلة..

ثم: دا حلمنا.. طول عمرنا.. حضن يضمنا.. كلنا.. كلنا..

وفجأة تلتفت الفتاة فينظر سعدون في جواله ويتابع المشي وهي أيضاً تستمر في المشي ظناً منها بأنه سينصرف بعد أن أظهرت امتعاضها، إلى أن الأمور استمرت واستمر سعدون بالمشي مع أغانيه خلفها..

جوال سعدون: ماشي وين.. لسة في قلبي كلام.. لسة في عيوني ملام.. ماشي وين.. ماشي وين..

ثم: الواد قلبو بيوجعو.. وعايز حد يدلعو..

 

ينظر سعدون في ساعة جواله فيجد أنه تأخر على دوامه فيتصل بصديقه ويطلب منه إجازة ساعية مفتوحة بينما يستمر الحال على ما هو عليه بينه وبين الفتاة التي طال مسيرها..

جوال سعدون: أكتر حاجة بحبها فيكي هو ده.. آآآه هو ده.. آآآه قلبك.. وأكتر حاجة بحبها فيكي هية دي.. آآآه هي دي طيييييبة قلبك..

يضحك سعدون ويهز برأسه ثم يشغل: أشهد ألا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت..

ثم: يا ريت فيني خبيها وما خلي حدا يحاكيها..

 

يستغرب سعدون من أمر غريب حدث ألا وهو أن الفتاة تدور حول مباني الحي وكأنها معجبة بما يحدث خلفها فيتابع سعدون ما بدأ به ويشغل: إيه يعني غرامك وجعني.. إيه يعني فارئني ولا رجعلي..

ثم: بس اسمع مني يلي مجنني.. آني المتعذب وانت المتهني..

ثم: عشت عمري قبل منك يوم.. واما جيتني تاني عشتو كلو فيوووووم..

يتأفف سعدون ويشغل: مالي شغل بالسوق.. مرييييت آشوفك..

 

ثم: يا ريتني.. قابلتك قبل ما قابل حد.. يا ريت مشوار عمرنا يتمد..

فجأة يهز برأسه ويشغل: وين مبارح سهرانة يا بنت الكلب.. بشارع مساكن برزة ولا بالتل..

تلتفت الفتاة وتصرخ في وجهه: لعمى شو ما فيك زوء .. صحي إنك بلا أخلاء وبلا تهذيب..

تحمر خدود سعدون خجلاً وهو ينظر في وجهها ويقول: عفواً أنا بس كنت بدي إسألك سؤال صغير..

 

تنظر الفتاة إلى سعدون بإعجاب وتقول له: شو بدك تسألني؟

يرد عليها سعدون بأدب: إنت مرتبطة شي؟

تحمر وجنتا الفتاة خجلاً وترد عليه باستحياء: لأ .. مو مرتبطة..

يبتسم سعدون ويقول لها: توقعت هالشي - وينصرف بينما يتركها في حيرة تامة من الموقف..

 

.....................

.....................

يمشي بخطوات تعبر عن سعادته وفجأة يتصل سعدون بصديقه ويقول له: ربحت الشرط وبكرا الغدا عليك متل ما اتفقنا.. وهلأ جاية سمعك جوابها لأني سجلتو عالجوال مشان ما تتهرب متل العادة وما تدفع الشرط..

2011-04-02
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد