عندما نتكلم عن (الجزيرة والعربية) فنحن نتكلم عن أضخم منشأتين إخباريتين في العالم العربي، (بنسبة متفاوتة لصالح الجزيرة ولأسباب عدة).
ولنأخذ ذلك بعين الاعتبار علينا أن نتيقن من أن إدارتي القناتين المذكورتين وضعوا تلك المعلومة في حساباتهم، وفكروا ملياً بكل حرف نطقوه أو سينطقونه، وأدركوا صداه على سمع المشاهد والمتابع لأخبارهم، ولتحقيق تلك المعادلة عليهم:
1- التأكد من الخبر ومن تفاصيله قبل بثه على شاشة وجد فيها بعضنا نافذة على العالم.
2- انتقاء شاهد العيان بشكل عملي مع ذكر اسمه وعمله وسماع كلامه كاملاً، دون أن يقاطع مرات ومرات، ودون أن يحاول المذيع الإيحاء للمتحدث بما يحدث.
3- التأكد من مصدر مقطع الفيديو، لأنكم يا سادة على بعد خطوة واحدة من فضيحة إعلامية، وليس كل ما نشر على صفحات الإنترنت موثوق وهذا أمر تعرفوه جيداً خاصة ذلك الذي نطق فيه الناطق دون أن يظهر وجهه.
4- إدخال كلمات تخفف من رعب متلقي الخبر مثل: (زعم)، (يبدو)، (لسنا متأكدين)، (ربما).. إلخ، فالمسألة خطيرة جداً وليس كل خبر وارد إلى البريد الإلكتروني الخاص بالمحطتين هو خبر صحيح.
5- ذكر مصدر الخبر وإن لم يكن ذلك ممكناً فكلمة مصدر (مجهول) كافية ليدرك المشاهد أن جهة الخبر ليست رسمية وليست أكيدة.
بتلك الطرق البسيطة تحافظ المحطتان على صورتهما بنظر المشاهد وخاصة الذي يعيش مكان الحدث فآلاف السوريين يشكون اليوم بمصداقية ما كان يحكى غضون الأحداث التي جرت في مصر والتي لا تزال تجري حتى يومنا هذا في ليبيا، وبالتالي لن يكون للمشاهد حجة على من ينقل الخبر، أو على الأقل لا يتحقق المثل الشعبي القائل: (مين غاظك غير اللي بلغك) فإيصال الخبر بلسان محايد سمة ترفع من شأن أي محطة، واتركوا النطق بلسان المعارضة لمحطات المعارضة، فذاك دأبهم ودأبكم إيصال الخبر لا تضخيمه وتطويله وتقصيره كما يحلو لأي شخص يرغب في ذلك لمجرد تشويه صورة مكان ما أو شخص ما أو نظام ما، وشكراً لتفهم من يقرأ لأنها بالنهاية رسالة لمن يدافعون عن تلك المحطات وأيضاً لتوضيح فكرة من يهاجمها، لأنها محطات عربية ويجب أن تتحلى بصفة العروبة، وأن تبتعد كل البعد عن نهج المحطات الغربية التي لا يعنيها الخبر بقدر ما يعنيها من يقال عنه ذلك الخبر.