... غيوم تقطع خط الأفق
... تتراكم مرجاناً
... ينسج من اللازورد
... شهواتٍ موجعة
... تسحب بحسرات المدى
... سداً من ضبابِ مغبر
... بين برعم ورد
... يتفتح توه
... وغموض السر .
... حيث المبهم يجمع أطراف الكون
... بنقاء لا يُختزل
... كم نجم يرمقنا الآن
... هذه الأرض منبسطة
... يتلو الماضي فيها الحاضر
... كتاب يقرأ من جنبـين
... بين مجرات المد اللامتناهي
... تتسعُ دوما بالفتــق
... والثقب الأسود يترامى
... حتى يبتلع حدود الكشف الأبدي
... بسرة أنثى .
... تفاحةٌ أسكرتني
... سقطت يوماً مكرهةً
... صادف وقتاً
... تعرض في الارض مفاتنها
... مابين الرفة والجفن
... وورق التوت
... فأمسى الجذب قراراً علنياً
... وانكسرت على شاطئ المد
... موجات عائدة من زمن الجزر
... ما ضر واحدة
... حلت قبل أختها
... فالزبد متـــاح
... وستملأ قمتها
... أو تتعشق بشاطئ منسي
... لجزيرة أضاعت جهةَ
... وبقيت بثلاث
... ليل من عبث
... يسوقني دائما اليكِ
... تجمعني قشعريرة برد المساء
... على بعضي فألتم
... أحفظ طريقي
... كل دروب معارك آخر الليل
... وكل أشارات الخطر
... ستقودني
... الى أول زر
... فُتح مساءً
... يضوع عطراً دبقاً
... في أحشاءِ العتمةِ
... ليكشفَ نهداً يغفوا
... بين الدفء وبين الدفء
... أرتبكُ كقطةٍ فاجئها طفل
... كم نجم يرمقنا الآن
... أتلهو بنا الطوالع
... فارس ومعركة
... أحجارُ نردٍ ترمى
... فوق الصخور
... بتكاتٍ كصوتِ الساعةِ
... تخنق زفرات الضجر
... ملهاةٌ أبدية
... جندي لم يختر حربه
... رقم بين الأرقام بين الصفوف
... لم يخلق للحربِ
... وبجفنية المهزومين
... يخزنُ صورَ الشمس
... والحب وغرة فتاته الشقراء
... بـيــادر من ضحكات الأطفال
... وأحلام اليقظة .. للــغد
... عبثٌ بين الفارس
... والرقم الواقف بطابور الإعاشة
... يحلم ذات الحلم
... وتغردُ ضحكات الأطفال بعينيه
... ما الــــفرقُ
... مالــــفرقُ
... بأن تموتَ رافعاً رايات الفتح في الأندلس
... أو رافعاً رجلك على الطاولة تتمطى بضجر
... أعظم الأساطيل غرقت بآخر المطاف
... وكل خطوط الحصار ..
... حُوصرت من ورائها .
... وحصان طروداة
... يعرضُ عورتهُ أمامَ الجميع
... لا تسأل عن الأمان بين المروج
... تَجمع الظلال لا يخلق شجرة
... ومناضلٌ عاش ثورياً
... ثار على ثورته
... هي الرِدة على الرِدة
... كم الرِدة قميئةُ التكرار
... والنواب عاد الى البصرة في الشرق
... بالماجلان الغربي
**
... فَقدتُ لذة الدهشة
... أمام الصدفة الأولى
... العشقُ الأول
... النهدُ الأول
... الكتابُ الأول
... الفوزُ الأول
... الضحكةُ الأولى
... الخسارةُ الأولى
... والقصيدة الأخيرة
... تَهجئتُ حرفاً صوتياً
... بدون لثغٍ
... ويدي تعبثُ في جيوبي
... لستُ أستغرب بلاهتي
... بهذا الجيب العتيق
... يختبئ الشرق الأوسط الجديد
... ويمتد جغرافياً الى اللســـان
... هكذا قالت البصارة
... أَخبرتُها في حوارٍ قومي
... كم نحن في الشرقِ
... نقدسُ الإصبع الوسطى
... في حواراتنا الهادفة
... قَصصتُ لها
... في هذا الشرق الممتد الى غاية الشرق
... تُـقدس دوماً
... الأسماء
... والأشعار
... أحلام الزعماء
... أقوالُ الأجداد
... والأحذية الايطالية
... وقصة أزلية مع الرقم الثلاثي
... ربما سره ..
... لا يُقسم على أثنين
... كــــم نجم يرمقنا الآن
... لم سافرت
... لم أسافر مولاي
... السفر أتاني ليقيم
... الهجرةُ اســـتقـرت
... في القلب
... والمنفى الرمادي
... تركني صورة بلا ألوان
... لم أسجل قيدي بأسمي
... لم أمرض بإذني
... لم تكن أصابعُ كفي
... خمساً بقرارٍ مني
... لم أَختر أسماء الطيور
... بموطني
... ولا الوانَ الزهور
... و روائحها
... لا أنوا ع الأشجار
... لا أشكالَ التلالِ
... لا أبراج النجوم
... لا أعداد الخطوات
... ولا لون عيون قابلتي
... واستدارة أردافها
... لم أكتب بيدي
... مذكرات التفاهم مع الألم
... عن الوقت والنوع والحجم
... وحد الاحتمال قبل الصراخ
... عَـبث تحت النجوم
... أجـــرُ رجليَّ ..
... طَرقاتُ حذائي تقرعُ الشارع
... بصدىً يتردد في القبور العميقة
... كل النجوم تراقبني
... كل الأرصفة
... كل سكارى الليل
... وكل النوافذ المطفئة الأنوار
... أُشعِل سيجارةً
... أُُدقق في محفظتي ..
... أوراقي الثبوتية
... صورتي
... هويتي
... بصماتي
... لأكون أمامكِ .. يقيناً
... بينَ كل ما تنثر لفافتي من سحاب .