أيها السادة المحترمون خذوني ببساطتي وبعيدا عن البروتوكولات الدبلوماسية. ودعوني اتكلم بلسان معظم البسطاء الزاهدين بالدنيا في بلدي.
إن الأحداث التي تجري الآن في بلداننا العربية قد احتلت كل تفكيرنا ولقد جاءت تعليقاتكم الصحفية وبياناتكم لتوقظ اسئلة لطالما نامت ثم استيقظت في رؤوسنا عند كل حدث جلل يصيب أمتنا و هاهي تستيقظ مرة أخرى اليوم بعد كل ما حدث ويحدث في أوطاننا.
نعم نحن نحتاج للتغيير ، نعم نحن مللنا انتظار التحرير ، نعم نحن نستحق أن نكتب تاريخنا بأيدينا ونحن جديرون بحياة كريمة، نعم نحن نريد أن نقول كلمتنا بحرية وصراحة وبدون وصاية من أحد دون أو خوف من أحد. نريد أن نقول ما نقول على وسائل اعلامنا الوطنية لا على الفيس بوك (كتاب الوجوه) .نعم نحن نريد أن نبني أوطاننا وأن يكون المقابل حياة كريمة في تلك الأوطان ، نعم نحن من استشرى فينا الفساد الأخلاقي كأفراد و الفساد السياسي كجماعات ولكننا واعين ونستطيع تحسين أوضاعنا بأنفسنا وبدون تدخلكم و مساعداتكم الميمونة.
سأتخيل نفسي معكم في مؤتمر تساؤلي ويحق لي أن أسألكم ما أشاء . وسوف أسأل ، لن أذهب بعيدا بالتاريخ فقط بضع سنوات إلى الوراء فهي تكفي:
س١ـ أين كنتم وكانت اساطيلكم في تموز من عام ٢٠٠٦ عندما هاجمت اسرائيل لبنان بكل الوحشية ودمرت الحجر والبشر وقامت بارتكاب مجازر يندى لها جبين البشرية (أماكن وأسماء المذابح والضحايا معروفة وموثقة) على مرأى ومسمع منكم ، أين كنتم ؟ أين كان تنديدكم؟ أين كانت منظماتكم الانسانية والحكومية و اللاحكومية؟ وأين كانت لائحة حقوق انسانكم؟
س٢ـ أين كنتم عندما هاجمت اسرائيل غزة وقطاعها عام ٢٠٠٧ وارتكبت مرة أخرى على مرآكم ومسمعكم مجازر ضد الانسانية باستخدام كل أنواع الأسلحة الفتاكة المحرّمة دوليا (إلا على اسرائيل) ؟ هل استنكرتم أم سجلتم عذركم عن الغياب في دفتر دوام الانسانية؟
س٣ـ ماذا فعلتم للمساعدة في فك الحصار الاجرامي عن واحد ونصف مليون انسان منهم النساء والأطفال و الشيوخ والمرضى؟ ماذا قلتم للذين يحاصرونهم من كل الجهات في أكبر سجن عرفته البشرية في تاريخها الأسود؟
س٤ـ ماذا فعلتم للضحايا المدنيين و العسكريين في العراق أثناء وبعد الغزو والذين حسب احصأتكم يتجاوز عددهم ٩٠٠٠٠٠ ضحية؟ ماذا قدمتم لأسرهم؟ ماذا فعلتم للدمار الأخلاقي الذي حصل نتيجة الغزو والذي لدول الجوار على شكل راقصات وبائعات هوى؟
س٥ـ ماذا فعلت يا انكلترا لوقف تدفق تيار الأسلحة الفتاكة عبر مطاراتك عام ٢٠٠٦ لتغذية آلة الذبح لإسرائيلية التي كانت تفرم لحوم المواطنين العزّل في لبنان و بعد ذلك في غزة؟
س٦ـ أين كنتم يا سادة عندما قامت اسرائيل بالإعتداء على الأراضي السورية وقامت بقصف منشآت يملكها الشعب السوري تحت ذرائع واهية ، منصبة نفسها كخصم وحكم ومنفذ للحكم بنفس الوقت؟
س٧ـ أين كنتم عندما أغار الطيران الأمريكي على مدينة البوكمال السورية وقتل مجموعة من الأهالي العزل ؟
أين وكيف ولماذا؟
س٨- أين مراصد حقوق الإنسان عندكم عندما اعتقلت الشرطة البريطانية بالأمس (٢٩/٣/٢٠١١) أكثر من مئتي متظاهر في لندن يطالبون بالعدالة في صرف الأموال العامة عوضا عن صرفها في حروب لا طائل منها. ثم إذاعة BBC طبلت وزمرت لاعتقال ٥ مسلحين في سورية دفاعا عن المدنيين العزل؟ عجبا !!!!!
ألف سؤال و سؤال في البال.
لقد سألت ولا أريد سماع الأجوبة فأنا المواطن العربي البسيط أعرفها كما يعرفها كل انسان عنده ضمير حي يعيش على هذا الكوكب البائس.
هي رسالة مختصرة. رجاء لا تتشدقوا بالدفاع عنا. فنحن أولى الناس بالدفاع عن أنفسنا ، وأولى الناس ببناء بلادنا ، وأولى الناس باستثمار خيراتنا، وأولى الناس بحمل رايات نصرنا وبناء حضارتنا بعيدا عن الكذب. لا تقتلوا القتيل و تمشوا في جنازته، فلا ثقة لنا بكم . ابتعدوا عنا فنحن نحرق أصابع من يلمسنا فنحن شرفاء وأحرار هكذا خلقنا و هكذا سنبقى, نحب بلدنا و نحب قائدنا.
ترجموها للغاتكم أو لأي لغة تريدون. باي ، أوروفوار ، أوف فيدرسن ، تشاو ....إلخ