news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
هنا الجزيرة _1 _... بقلم : ضرار بن الأزور

هنا الجزيرة ... هنا العربية .... هنا أورينت ... هنا بي بي سي ... هنا رويترز ... هنا فرانس برس ... هنا جهنم الحمرا


محطات اعلامية متعددة بالظاهر ولكن يربطها خيط واحد. وراءها مليارات الدولارات وإمكانيات تكنولوجية هائلة و جيش من الطواقم الاعلامية المدربة على عرض أي شيء بشكل جذاب سواء أكان حقيقة أم تلفيقا وبدون أي ضمير مهني فلا يهمها إلا فتات الدولارات التي تتلقاها لقاء عملها. وكل هذا قد واجهناه بإعلامنا ذو الإمكانات المادية و البشرية المتواضعة مقارنة مع تلك المحطات الجهنمية.  

 

ومع ذلك وأقولها من كل قلبي لم تكن المحطات السورية ومواقع النت السورية أحب إلى قلبي و عقلي كما هي عليه الآن. فمنها الخبر المتوازن وهي تقوم بمواجهة من العيار الثقيل ومن الواجب علينا تقديم كل الدعم المعنوي و المادي لها ولكل وسيلة اعلام شريفة معنية بالحقيقة. قد لا يعجب كلامي هذا البعض ولكن أطلب من أولئك تقبل وجهة نظري بالمقدار الذي أقبل به وجهات نظرهم طالما نحن متفقون على حماية الوطن. فلا ميزة ولا فضل لي على من يخالفني الرأي ولا فضل لهم علي إلا بمقدار اخلاصنا لسورية وسؤددها و كرامتها.

 

عودة إلى وسائل الإعلام المذكورة في أول السطور. لا يخفى على عين المتفحص أنها لا تعمل منفردة بل أنها تشكل جوقة كورال بقيادة مايسترو واحد و وجهاز مالي قوي والهدف طبعا هو إقامة جوقة تلفيق ومن ثم التمهيد لانقلاب اعلامي وتشديد القبضة على الشعب السوري لإجباره على الانضمام إلى معسكر ما يسمى الاعتدال العربي (أو التهاون إن شئتم) ولن يحدث ذلك ولو كره المستعربة.

 

الغرض من هذا المقال هو تسليط الضوء على السلاح الرئيسي المستخدم في الهجمة الحالية على سورية ، ألا وهو تلك المحطات الإعلامية . لنرى من يمتلكها ومن يمولها وما هي خلفياتهم وأغراضهم. وهم على نوعين ، شركاء ظاهريين و شريك خفي.

 

الشريك الظاهر الأول: رأس الحربة قناة الجزيرة

لمحة تاريخية: نشأت قناة الجزيرة أواخر عام ١٩٩٦ على أنقاض القسم العربي لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي الذي كان عاملا من السعودية والذي انهار بعد سنتين من انشائه بسبب الرقابة التي طالبت بها المملكة العربية السعودية على المحطة. وهنا دخلت الأسرة الحاكمة في قطر على الخط وقدمت للمحطة مقراً جديداً في الدوحة ومنحتها من حرية العمل ما لم تكن تحظى به عندما كانت في السعودية وقدّم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لها منحة ١٥٠ مليون دولار (قارن هذا المبلغ بميزانية أي محطة تلفزيونية عندنا لتعلم من نواجه ومدى الفارق المادي ومقدار صعوبة المهمة الملقاة على اعلامنا الذي لولا اخلاص العاملين فيه لكنا في وضع صعب) . عند انشائها ، انتقل معظم العاملين السابقين في محطة بي بي سي إلى الجزيرة الجديدة في عملية تجديد جلد لمحطة ال بي بي سي، ولم تخرج الجزيرة عندئذ عن الخط العام لمحطة بي بي سي في تمثيل الرأي الرسمي البريطاني ولكنها موهت ذلك بغلاف عربي وبرامج ذات عناوين دغدغت مشاعر المتابعين العرب الذين لم يروا مثل ذلك من قبل.

 

وظلت الجزيرة تحمل شعار "منبر من لا منبر له!" لمدة أكثر من عقد إلى أن أتى اليوم الذي كشفت المحطة عن مهمتها الحقيقية بتسويق الفوضى الخلاقة عبر العالم العربي وانتهاء بتدمير آخر خط مجابهة مع الكيان الاسرائيلي ، وهي ماضية في هذا الاتجاه . وهنا يحضر لذاكرتي كلمات قالها شيخ قطر في أحد اجتماعات القمة العربية حيث قال: "غيروا قبل أن تُغيروا". إن ارتباطات محطة الجزيرة آتية من طبيعة علاقات الأسرة الحاكمة في قطر، وهي الأسرة المالكة والمديرة للمحطة. فمدير المحطة الحقيقي هو الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني وهو ابن عم بعيد لأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ، أما رسميا فإن المحطة ملكا للشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري.

 

ويبدو أن مالكي وإدارة محطة الجزيرة قد برعوا إلى درجة الاحتراف بتلفيق الاخبار تمهيدا لانقلابات اعلامية لتمرير بعض المؤامرات الأسرية وهذا ليس ادعاء فهناك خلفية تاريخية سأوردها للبرهان على ذلك. وما أن اطمأنت إدارة الجزيرة لمهارتها تلك حتى بدأت باستثمار ذلك بعرض خدماتها على وكالات اعلامية عالمية سنأتي على ذكرها أيضا. لنذهب الآن في لمحة تاريخية مبسطة عن قطر.

 

استقلت قطر عام ١٩٧١ وحكمتها بعد الاستقلال عائلة آل ثاني. ومنذ ذلك الوقت وحتى عام ١٩٩٥ قامت عدة مؤامرات وانقلابات عائلية قسمت العائلة الحاكمة ودبت بينها الخلافات بسبب الطموحات السياسية والمالية وهذا ما انعكس على سلوك أفراد العائلة، كان آخر المؤامرات انقلاب الأمير الحالي حمد على أبيه واستيلائه على السلطة ونفي أبوه من البلاد عام ١٩٩٥ ومنذ ذلك الوقت سعى الشيخ حمد وزوجته الرابعة الشيخة موزة آل مسند للتواصل مع الأمريكان والاسرائليين لترسيخ الحكم.  

كانت الشيخة موزة من وراء الستار عرابة لانقلاب الابن على أبيه وسعت لنيل الوصاية الامريكية لتعزيز نفوذها ومن ثم تسمية نجلها وليا للعهد قبل اخوته الأكبر المولودين من النساء الأخريات، ولهذا غيرت حلتها وذهبت مع ابنها وزوجها في رحلتها الشهيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإقناعها بولدها كولي عهد وطلبا لحمايته ولقاء ذلك قدمت وزوجها قاعدة عسكرية دائمة ومطار وخدمات لوجستية في الخليج لم يكن الأمريكان ليحلموا بها.

 

أما قصة مؤامة الانقلاب الاعلامي عام ١٩٩٥ فهي التالية:

بدأت الحكاية يوم الثلاثاء ٢٧ حزيران ١٩٩٥ يوم غادر الشيخ خليفة والد الشيخ الحالي حمد في رحلة استجمام إلى أوروبا كعادة شيوخ الخليج ولم يكن يعلم أن حفل الوداع الذي أجري له في مطار الدوحة هو حفل وداعه الأخير وأن الابن حمد الذي قبّل يد والده أمام عدسات التلفزيون كان قد انتهى من وضع اللمسات الأخيرة لانقلابه على أبيه واستلام الحكم.  

 

وبعد مغادرة طائرة الأب قطع تلفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد ، ثم عرض التلفزيون صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفاً لأبيه. وقيل فيما بعد أن المشاهد التي عرضت دون صوت كانت ممنتجة و مزورة (تماما كما يحصل معنا الآن في سورية) وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة (الأب) أن ابنه حمد وجه الدعوة إلى وجهاء المشيخة وقام التلفزيون بتصويرهم وهم يسلمون عليه دون أن يكونوا على علم بما يجري وهو ما علّقت عليه مجلة روز اليوسف المصرية بأنه "انقلاب تلفزيوني" . ولم تكن الشيخة موزة بعيدة عن كل هذا بل كانت عرّابة الانقلاب وكانت تعتمد على رأس حربة العائلة الشيخ حمد بن جبر آل ثاني وزير الخارجية ورئيس الوزراء الحالي. بقي التذكير أنه بعد نجاح المؤامرة بدأت الشيخة موزة مساع لدى واشنطن لتسويق ابنها كولي للعهد من خلال زيارة قامت بها للولايات المتحدة بصحبة ابنها وقد قوبلت الزيارة باهتمام خاص من وسائل الاعلام الأمريكية ؟؟ ( وخصوصا نيوز كوربوراشن ءلنتذكر هذا الاسم).

 

ذهبت الشيخة موزة ومعها الشيخ حمد الى أبعد ما يمكن للحفاظ على التوازن في قطر لصالحهما وكان لهما ما أرادا والثمن أن قطر أصبحت رأس الحربة التي توجهها الولايات المتحدة ومن ورائها اسرائيل إلى من تريد في الوطن العربي وغيره وما غزو العراق والخدمات التي قدمتها قطر عبر القواعد العسكرية إلا مثل على ذلك.

 

 شجع هذا النهج العديد من دول مجلس التعاون الخليجي على اتباعه فأصبح الخليج بمقدراته رهنا للسياسات الغربية وطبعا اسرائيل والثمن هو الحفاظ على كراسي الحكم القادرة على امتصاص كامل ما تنبعه الأرض من نفط وغاز وتحويلها إلى دولارات في الحسابات الشخصية للشيوخ والأمراء في البنوك الأمريكية و الأوروبية. ونتيجة لذلك وضع مستقبل الأمة في كف الشيطان وما المؤامرة التي نعيشها الآن إلا حلقة من تبعات سياسة الاحتماء بالولايات المتحدة وأوروبا للحفاظ على العروش ولمواجهة عدو وهمي اسمه ايران.

 

بالعودة إلى قطر، ولإقناع الشعب القطري وإلهائه كان لابد من غطاء ديني مثير، فعبر قناة الجزيرة بدأ الشيخ يوسف القرضاوي وبإيحاء من حكام قطر سلسلة دروس دينية كان محورها الممارسة الجنسية بين الأزواج فأحل ما تم تحريمه وبدون أن أدخل بتفاصيل يندى لها جبيني حقق القرضاوي شهرة وحقق ما أراد منه الشيوخ الحكام بنجاح مما أهله للترشيح لرئاسة المجلس العالمي لعلماء الدين (المصطنع لغايات دفينة). إن فتاوى القرضاوي لم تقف عند حد تحليل التعامل بالربا مع البنوك بل طاعته العمياء لأسياده وصلت لحد بث الفتنة بين المسلمين بدون أي وازع من ضمير رغم علمه أن هناك دماء بريئة ستدفع ثمن فتواه المصنوعة على يد الغرب. لقد تذكر كل شيء إلا قوله تعالى (والفتنة أشد من القتل). ولكن أحدنا سيقول أن يوسف القرضاوي شيخ معروف وبعيد عن هذه الاتهامات. ولهؤلاء أقول إليكم هذه . كان يوسف القرضاوي أحد أعضاء جماعة الاخوان المسلمين الذين تورطوا في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر واعتقل مع من اعتقل آنذاك ولكن تم تجنيده لصالح المخابرات المصرية وتم تعميمه عندها وأرسل موفدا إلى قطر إلا أنه هناك قطع اتصاله بالمخابرات المصرية وأعطى كل ولائه لحكام قطر وذاع صيته مع ظهور محطة الجزيرة في قطر . هذه المعلومات موثقة بملفات المخابرات المصرية . هذا هو فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وهذه هي قطر وهذه هي محطة الجزيرة وارتباطاتها.

2011-05-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد