الشريك الظاهر الثاني : محطة العربية
يعمل تلفزيون العربية حاليا كما كان أبدا ناطقا باسم الاعتدال العربي و أيضا وتحت عنوان الحيادية يعمل على نشر وجهات النظر الغربية وخصوصا المعادية لمقاومة الاحتلال والتي تسعى للقبول الشعبي به، وحتى ولو كان في ذلك انحياز لإسرائيل ، وهذا ما شهدناه خلال التغطية الاعلامية لتلفزيون العربية في فترتي العدوان على لبنان عام ٢٠٠٦ وعلى غزة عام ٢٠٠٧ .
تخضع محطة العربية كما هي محطة الجزيرة لتوجيهات مالكها الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود حامل وسام أمية الوطني ذا العقد وهو أعلى وسام وطني تمنحه سورية. أما مدير المحطة فهو وليد آل ابراهيم مدير مجلس إدارة مجموعة إم بي سي في لندن. وهذه المجموعة التلفزيونية يمكنها أن تبث عن أي شيء ماعدا الأمور التي تتكلم صراحة عن دول الخليج وخصوصا السعودية والدليل ما حث منذ حوالي الشهر عندما فصل المدير وليد آل ابراهيم الاعلامي المصري حافظ الميرازي من إم بي سي بعد انتقاده الشديد للإعلام السعودي في برنامجه (استوديو القاهرة) عندما استضاف الاعلامي حمدي قنديل وقيام حافظ الميرازي بانتقاد الاعلام السعودي بشكل حاد خاصة بطريقة تناوله للشأن المصري خلال الثورة السابقة عندما ابرزت المحطة وصايا مشايخ السعودية بأن ما يحدث في مصر هو فتنة.
إن أملاك الوليد بن طلال الاعلامية ليست محصورة بمحطة العربية الاخبارية بل تمتد مشاريعه الاعلامية لتشمل كل من: إم بي سي، الاخبارية العربية، روتانا، ايه آر تي، إل بي سي اللبنانية وتحالف مالي واعلامي استراتيجي مع ملك أكبر مؤسسة اعلامية في الغرب الصهيوني المعروف روبرت موردوخ ومؤسسته نيوز كورب . (كما هو عليه الحال في معظم وسائل الاعلام الخليجية). كنت قد ذكرت سابقا الاهتمام البالغ الذي ابدته وسائل نيوز كورب من صحف و تلفزيونات ومحطات فضائية بزيارة الشيخة موزة وابنها ولي العهد القطري للولايات المتحدة وربما عقد صفقة تحالف اعلامي بين محطة الجزيرة ونيوز كورب (لم أجد دليلا وثائقيا عن ذلك ولكن السياق الظاهري لسلوك نيوز كورب والجزيرة والعربية وتشابهها بالأداء يتوافق مع ترابطها بخط استراتيجي واحد) . وهنا تبرز نيوز كورب وروبرت موردوخ وابنه لوكلان كشريك خفي لكل وسائل الاعلام في مشيخات الخليج وحتى بعض المحطات اللبنانية ك إل بي سي . لكن من هي نيوز كورب الشريك الفعلي للأمير الوليد حامل وسام أمية؟
الشريك الخفي الثالث: نيوز كورب
مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها هو روبرت موردوخ. ولد روبرت في مدينة ملبورن من استراليا في ١١ آذار ١٩٣١. كان جده كاهن بروتستانتي هاجر من بريطانيا إلى استراليا أما أبوه فهو السير كيث موردوخ ناشر صحفي، ووالدته كانت من اليهود الأورثودوكس المتشددين مما انعكس على تربيته فنشأ حسب التعاليم اليهودية تابعا لأمه يهوديا وليس بروتستانيا. يملك موردوخ في امبرطوريته معظم الجرائد الرئيسية في استراليا، بريطانيا، الولايات المتحدة الامريكية، كندا و نسب مالية في شركات اعلامية خليجية وأفريقية وأسيوية. ففي الولايات المتحدة لديه ملكية جرائد مفصلية مثل نيويورك بوست وديلي نيوز والعديد العديد من الدوريات الشهرية والفصلية .
يذكر دافيد ساتلر مدير أعمال موردوخ أن الامبرطورية الاعلامية كانت على وشك الافلاس في بداية التسعينات من القرن الماضي وهنا أصبح موردوخ في سباق مع الزمن للبحث عن تمويل اضافي وكان هدفه موجود في دول الخليج العربي حيث المال وفير والسؤال قليل.
عقدت نيوز كورب العديد من الصفقات مع جهات خليجية مما ساهم في رفع مستوى الاعلام الخليجي ولكن بنفس الوقت وضعه رهن تأثيرات نيوز كورب و توجيهات روبرت موردوخ وطاقمه الصهيوني. وكلنا يعلم الآن أن هؤلاء لم يوفروا هذه الفرصة بل انتفعوا منها أشد النفع وهذا ما رأيناه في المؤتمر العالمي للاعلام الذي انعقد في ٢٠١٠ في أبو ظبي، وما نرى نتائجه في تغطية أخبار العالم العربي والتأثير بالشعوب العربية.
يتدخل موردوخ في كل الاتجاهات العامة لما تنشره صحفه ومحطاته الاعلامية في كل العالم. فوفقا لمحرر تايمز في لندن هارولد ايفانز فإن موردوخ يحدد تماما ما يريد أن يتم نشره أو إذاعته فهو مولع بالمقالات التي تعبّر عن اليمين السياسي وهو غالبا ما يرسل مقالا من هذه إلى المحررين مع ملاحظة "يستاهل القراءة" مما يوحي لهم ماذا يريد أن ينشر فيتخلوا عن استقلاليتهم ويتبنوا وجهة نظره وهي عادة معادية للعرب ومحابية لإسرائيل، يساعده في ذلك سيطرته وامتلاكه الجزئي أو الكلي لكل ما سبق بالاضافة الى
Harper Collins publishing دار للنشر، TV Guide، The Village Voice
نيويورك بوست، فوكس برود كاستينغ، فوكس نيوز، فوكس ستوديو، شبكة فوكس سبورت، ويكلي نت، ومحطات مرئية في كل من نيويورك WNYN، واشنطن دي سي WTTG، لوس أنجلس KTTV، فيلاديلفيا WTXF، شيكاغو WFLD، أتلانتا WAGA، بوسطن WFXT، فونيكس KSAZ وفي أربعة عشر مدينة أخرى بالاضافة إلى محطة أرضية للأقمار الصناعية تغطي آسيا من اليابان إلى الشرق الأوسط. كما أنفق موردوخ ٦.٦ بليون للحصول على حصص في أكبر محطة إرسال عبر الأقمار الصناعية في الولايات المتحدة "دايركت تي في) بالاضافة إلى حوالي ٣٥% من الصحف و المجلات الامريكية . هل تتسائل الآن لماذا الاعلام في الغرب منحاز الى اسرائيل!! ولا ينسى روبرت موردوخ أن يستثمر في اسرائيل أيضا ، فلديه استثمارات في الشركات المتخصصة في منتجات التشفير مما در عليه أرباح طائلة في القنوات الفضائية المشفرة والتلفزيون السلكي، وجعل من تكنولوجيا التشفير الاسرائيلية تعتمد كمعيار لأجهزة الاستقبال المشفرة في العالم.
لقد وظف موردوخ امبرطوريته الاعلامية لدعم الوجود الاسرائيلي وهو صديق مقرب من الارهابي أرييل شارون.
لم يخضع بعض محرري موردوخ للضغط عليهم للتغاضي عن انسانيتهم إزاء المذابح الإسرائيلية رغم التهديد بإنهاء عملهم وربما مهنتهم في الصحافة ككل. فمحرر أفريكا تايمز السيد سام كيلي قد استقال من عمله كمحرر للشؤون الأجنبية عندما أجبر على التعامي عن قتل القوات الاسرائيلية للطفل محمد الدرّة علنا وأمام الكاميرات في غزة. لم تخرج الشراكة بين نيوز كورب و الجزيرة و العربية الأخبارية وغيرهما من وسائل الاعلام عن إطار انحياز نيوز كورب سواء عن وعي من تلك الوسائل أم عن غير وعي فهي باتت تخدم توجيهات نيوز كورب ومن ورائها اسرائيل.
هاهم الشركاء ومعهم شركاء آخرون أصغر بكثير ومنهم تلفزيون أورينت وغيره . هاهم من بث الفتنة في بلدنا وساهموا عمليا بازهاق أرواحنا هم وشركاهم و شيوخهم، فسامحوهم إن استعطتم .
وأخيرا يحضرني مقطعا من قصيدة للشاعر الكبير عمر الفرا بعنوان عرار، يقول فيها:
... يا عرار نحنا اللي كنت تخبرهم امبارح
كان الحب بالأمة شعار الجاية والرايح
كانت نخوة العربي مثل نخوة صقر جارح
غيرنا الزمن يا عرار
الأخوة عندنا انشلت
العداوة بيننا حلّت
عدونا مننا وبينا ولا نغفر ولا نسامح
نسينا غيرة الأحرار
نسينا غضبة الثوار
نسينا كل بداوتنا ونسينا كل أصالتنا ونسينا كل عروبتنا
ونسينا المرجلة والثار
علمنا العشق يا عرار علمنا الصدق يا عرار
نسينا الصدق
نحنا تعودنا الكذب حتى بإذاعة نشرة الأخبار
عرار، المرحلة صعبة وأخاف الأزمة تبلعنا
نزف كل يوم بالأمة وخبر كل ساعة يفجعنا
الحزن يسكن مدامعنا ، الألم زلزل مضاجعنا
وطنا مسرح ونحنا نمثل من مواجعنا
تآمر ومذبحة وعتمة وبعدها نعض أصابعنا
الحمد لله الشرق والغرب على كل مشهد يشجعنا... إلى آخر القصيدة.
المراجع:
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/05/29/24185.htm
http://www.wekkipedia.com
http://www.wrmea.com/archives/june2003/0306024.html
Washington Report on Middle East Affairs, June 2003, pages 24-26
http://www.nobles-news.com