قرأت مؤخرا خبراً في سيريا نيوز مفاده أن الفيسبوك يكشف الوجه المخفي لإدارته ويغلق صفحة "الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة" بطلب اسرائيلي. .. لماذا فعلت إدارة فيسبوك ذلك يا ترى ؟
وهي التي ترفع لواء المساعدة على التواصل بين الناس ذوي الاتجاهات المتشابهة و هي التي رفضت عروض الشراء المغرية جدا من أجل ذلك؟ إذا هناك أغراض أخرى للفيسبوك غير الربح التجاري و التواصل الاجتماعي عبر القارات ؟!!!. كان عندي شك بذلك الموقع منذ زمن واكتفيت بالتصفح ولم أرسل أي معلومات شخصية عني فيه (وعذراً أيضا من القارئ لأني لم أضع اسمي الحقيقي هنا). وبعد ما حصل في البلدان العربية وما يحصل في بلدنا الحبيب سوريا (ولا أنفي وجود التربة الخصبة لما نفذوه بدهاء يحسدوا عليه) وجدت أنه من واجبي أن أقوم ببحث يكشف الوجه الآخر لفيسبوك علّ ذلك يفيد ولوقليلا من الناس فيتعاملوا بحذر أكثر مع أمثال تلك المواقع "الاجتماعية" لأننا أصبحنا مستهدفين ليس فقط كبلدان وأنظمة بل أيضا كأفراد.
قبل أن أجيب على التساؤل، هناك مراجعة تاريخية لابد منها لكي نصل إلى جواب مبني على أدلة و قرائن تساعدنا على ما سوف نذهب إليه من بيان لتاريخ وأغراض وخلفيات من أسس الفيسبوك. ربما يكون مشروع الفيسبوك قد نشأ بريئاً (وهو ليس كذلك الآن) في جامعة هارفارد الأمريكية، ولكنه في لحظة ما سنأتي عليها ولسبب ما سنقرؤه تحوّل إلى سلاح خطير بيد جماعة ما لتصبح قادرة على إدارة دفة الشعوب عن بعد وبأيدي شبابها وذلك لتحقيق مصالح تلك الجماعة.
بداية فيسبوك:
ولدت فيسبوك في بداية عام 2004 على يد شاب يدعى مارك زوكربرج عندما كان طالبا في جامعة هارفارد. أتى اسم فيسبوك من أدبيات بعض المدارس الأمريكية (وغيرها) التي تنشر سنويا كتابا يحتوي على أسماء وصور طلابها مع طريقة الاتصال معهم وذلك بغرض تسهيل الاتصال فيما بينهم وتكوين مجتمع خاص بتلك المدرسة، وهذا الكتاب كان يدعى فيسبوك.
الذي حصل أنه التقى في جامعة هارفارد أربعة طلاب على هذه الفكرة لتطويرها أولا من أجل طلاب جامعة هارفارد ولكنها لاحقا انتشرت مثل النار في الهشيم بمساعدة مكنة الدعاية الصهوينية (سترى العلاقة لاحقا). وهؤلاء الطلاب هم:
مارك زوكربرج Mark Zuckerberg
دستن موسكوفيتز Dustin Moskovitz
إدواردو سافيرين Eduardo Saverin
كريس هيوز Chris R. Hughes
ومن هذه الأسماء لك أن تعلم خلفيات ثلاثة من هؤلاء الطلاب . ومع ذلك وللإيضاح سوف أورد معلومات مختصرة عن كل من هؤلاء الأشخاص السابقين.
الشريك الأول : مارك زوكربرج
الاسم الكامل مارك ايليوت زوكربرج ولد 14 أيار من عام 1984 في وايت بلين من نيويورك . اسم أمه كارين وتعمل مستشارة نفسية واسم أبوه إدوارد وهو طبيب أسنان . له ثلاث أخوات : راندي، دونا و أريل . تربى مارك وأخواته تربية يهودية واحتفل ببلوغه سن الرشد اليهودي (بار ميتزفاه) عندما كان في 13 من العمر. درس علوم النفس وعلم الحاسوب خلال دراسته الجامعية ، التي خلالها انضم إلى ألفا إيبسيلون باي وهي جمعية أخوية يهودية.
وخلال تلك الفترة وضع برنامج حاسوب أسماه كورس ماتش الغرض منه مساعدة الطلاب على اختيار المواد الدراسية وعلى تشكيل حلقات دراسية. بعد ذلك بفترة وجيزة وضع برنامج آخر أسماه فيس ماتش ليساعد الطلاب على اختيار صديق مناسب اعتمادا على مواصفات الوجه، هذا ما أورده عنه صديقه في السكن الجامعي آري هازيت، وآري هذا كان عضوا في اتحاد الشباب اليهودي وربما هو الآن عضوا في الهيئة التدريسية في مدرسة الكسندر موس في فلسطين المحتلة. طبعا هذا سيبني الانطباع أن مارك كان محاطا بمجموعة من شباب اليهود الأمريكيين المعبئين لصالح خدمة المشروع الصهيوني، وجعلت من مارك جزأ لا يتجزأ من ذلك المشروع
الشريك الثاني: دستن موسكوفيتز أو موسكوفيتش
من مواليد 22 أيار 1984 في منطقة غرينز فيل وتربى في منطقة أوكالا من ولاية فلوريدا الأمريكية. انضم كشريكه السابق (مارك) إلى جامعة هارفارد ودرس الاقتصاد لمدة سنتين قبل أن ينضم إلى مارك لتأسيس شركة فيسبوك فيقف عن متابعة الدراسة وينتقل مع مارك إلى ألتو بالو للتفرغ لإدارة فيسبوك وأظن أنها هي الفترة التي تبلور بها للاتجاه الصهيوني لفيسبوك وسأستقرأ معكم لماذا. الغريب أنك إن بحثت في النت لن تجد معلومات مفصلة عن دستن سوى التي ذكرت ولكن اسم العائلة الذي يحمله هو اسم يهودي مشهور وهو يدل على خلفيته العقائدية ، نعم، هو يهودي أيضا ولا ضير في ذلك ولكن عندما يكون منحدرا من عائلة صهيونية متشددة فهنا تختلف المشاهد.
بالبحث نجد أن اسم عائلة موسكوفيتش هو اسم منحندر لعائلة يهودية أشكينازية من بولندا، عندما هاجرت من بلدها بولندا إلى ألمانيا كان اسم العائلة موشكيه وهو اسم التحبب من موشيه. ثم تغير الاسم في ألمانيا إلى موسكوفيتز. وفي فلوريدا فإن هذا الاسم معروف على نطاق واسع لارتباطه بعميد العائلة إيرفين موسكوفيتز. ولد إيرفين عام 1928 في نيويورك وهو الولد التاسع من بين ثلاثة عشر طفلا ولدوا لزوجين يهوديين من بولندا ويدل هذا العدد الكبير من المواليد لتلك العائلة على أنها كانت من اليهود الأوثودوكس المتشددين .
حصل ايرفين على شهادة الطب من جامعة ويسكنسن وبدأ أعماله في كاليفورنيا ببناء و إدارة المستشفيات و أعمال أخرى لها علاقة بالقمار. وهو الآن يعيش في ميامي على شاطئ فلوريدا حيث يمتلك العديد من العقارات في فلوريدا و القدس كمساهمة لخدمة المشروع الصهيوني الاستيطاني في القدس. وهو وعائلته المكونة من ثمناني أولاد و أربعين حفيد نشطاء صهاينة وهم من أسس جائزة موسكوفيتش في خدمة الصهيونية عام 2008. أنشأ إيرفين عام 1968 (بعد حرب 1967) مؤسسة موسكوفيتش تحت غطاء إعانة الناس المحتاجين بغض النظر عن الدين والعرق والانتماء ، وفي حقيقة الأمر كانت التبرعات توّجه لإقامة المستوطنات الصهيونية على الأرض الفلسطينية المسروقة وخصوصا في مشاريع شرق القدس وذلك لتهويد المدينة بكاملها وإخفاء معالمها العربية.
أي أن عائلة موسكوفيتش تعمل ضمن إطار المشروع الصهيوني وتغطي نشاطها بالأعمال الخيرية وذلك من مقرها في هاوايان غاردينز في كاليفورنيا .لاحظ لاحقا عندما أسس مارك و دستين مشروع فيسبوك انتقلا مع الشركاء الآخرين إلى كاليفورنيا حيث على الأغلب استثمرا في أموال عائلة موسكوفيتش . يجدر الذكر أنه في العام 2007 فقط دشن إيرفين موسكوفيتش مخططا لبناء 122 شقة سكنية في حي الشيخ جراح في شرقي القدس وحينها أدانت كل من الولايات المتحدة و بريطانيا المشروع (شكليا) وطبعا هذا لم يثني مؤسسة موسكوفيتش عن نشاطها الصهيوني الاستيطاني فقد التقى نتن ياهو بالرئيس أوباما في البيت الأبيض من آذار 2010 لإطلاق سراح جزء من ذلك المشروع.
هذا هو كل شيء حول عائلة موسكوفيتش. لك أن تتخيل الآن النشاط المخفي لفيسبوك وعلاقتها بعائلة موسكوفيتش الشريك الثاني في فيسبوك.
الشريك الثالث: إدواردو ساقريرين
ولد إدواردو في سان باولو من البرازيل لأسرة يهودية غنية. انتقلت عائلته إلى ميامي (ربما كانوا جيرانا لعائلة موسكوفيتش) وكان والده رجل أعمل برازيلي أعماله تشمل التصدير والشحن و صناعة الألبسة وتجارة العقارات. التحق إدواردو بجامعة هارفارد حيث التقى بجوقة فيسبوك، مارك و دستين وأثبت بينهم عن مهارة في الادارة المالية و صناعة الأموال. يذكر أنه تمكن من ربح 300000$ من اجراء استثمار في العقود الآجلة في النفط وذلك عندما كان ما يزال طالبا. تخرج سافرين من هارفارد عام 2006 وحمل اجازة بالاقتصاد ويعتقد أنه يعيش في سنغافورة.
في بداية مشروع فيسبوك قام إدواردو بتسيير الإدارة المالية للمشروع ومع توسع المشروع وقع خلاف بالرأي بين إدواردو و مارك فانفصل إدواردو عن فيسبوك مطالبا بحصته وذهب إلى نيويورك ليعمل لصالح شركة ليهام برذرز خلال ذلك تلقت فيسبوك الدعم الاستثماري من كل من
Silicon Valley , PayPal , Peter Thiel , Napster
الشريك الرابع: كريس هيوز
ولد في 26/11/1983 وتربى في هيكوري شمال كاليفورنيا، وكان الولد الوحيد لآرلين و بريندا هيوز. خريج جامعة هارفارد ويحمل إجازة بالفن في التاريخ و الأدب. غير معروف الإنتماء الديني ولكنه أقر علنا بأنه لواطي. كان كريس الناطق الرسمي باسم فيسبوك ومدير علاقاتها العامة بالإضافة لإشرافه على الموقع على الشبكة. ويجدر بالذكر أنه قام بالإشراف على تنظيم الحملة الدعائية على شبكة الانترنت لانتخاب الرئيس باراك أوباما في الحملة التي دعيت
MyBarakObama.com
وقد حضر أول حفل عشاء رسمي مع شون اولدريدج في البيت الأبيض بعد نجاح الرئيس أوباما عام 2009 إلى هنا انتهى الحديث عن مؤسسي فيسبوك. وقد استطعنا أن نرى من هم وما هو انتماؤهم وإلى أين ولاؤهم.
كان حلم المنظمة الصهيونية العالمية أن يتم جمع تفاصيل عن أكبر عدد ممكن من البشر في قاعدة بيانات واحدة واستخدام أسرع الطرق للوصول إلى المعلومات من أجل التمكن من القيادة الجماعية عبر العالم سواء من أجل التسويق المالي أو التسويق الاعلامي و قيادة الرأي العام العالمي أو حتى الاستخدام الأمني حينما يتطلب للأمر انتحال شخصية ما. قبل الانترنت والحاسوب السريع لم يكن ذلك ممكنا فاكتفت المنظمة بالهيمنة على وسائل الاعلام التقليدية العالمية. ثم جاءت الفرصة مع التطور السريع بالحواسب و البرمجيات وأخيرا الانترنت حيث أمكنت الاتصال بمليارات من البشر بشكل شخصي. وجاء مارك زوكربرج وشركاه وقدموا الطعم لهؤلاء المليارات على شكل شركة قصدها الظاهر التواصل الاجتماعي وقصدها المخفي جمع المعلومات مهما كانت تافهة، فالمعلومات يوجد دوما لها مكان متسع على السرفر الجبار للشركة حيث تتم معالجة المعلومات و تصنيفها ضمن خطوط عريضة ثم وضع أصحابها في زمر متشابهة قابلين للتفاعل بشكل نمطي مع أي توجيه لا مباشر قد يرسل لهم عبر خبر في وسائل الاعلام أو الانترنت. وبذلك يتم التحكم عن بعد بواسطة محرضات ومعلومات قدمها المشتركون أنفسهم للشبكة مجانا وطواعية.
يجب الاعتراف هنا بأن المشروع الذي يقف وراء فيسبوك غاية في الدهاء وما سرقة تلك المعلومات من أصحابها والاستفادة منها ببعيد عن شخصية مؤسس فيسبوك وشركاه، فمارك زوكربرج كان يطمح كما كان موجهوه الى جعل الناس الدهماء حسب اعتقادهم (يطلقون عليهم بلغتهم عوييم) إلى تقديم معلومات شخصية عن أنفسهم بكامل إرادتهم، ولو أنك فتحت صفحة مارك على الفيسبوك لوجدت أن اهتمامه الشخصي هو: الانفتاح (من و لمن) وجعل تبادل الاتصال بين الناس ممكنا، ثم قال الثورات (؟) وانسياب المعلومات (لمن؟) .
لاحظ أن صفحة فيسبوك يطغى عليها اللون الأزرق، وكان جواب مارك على ذلك أنه مصاب بعمى ألوان انتقائي وأنه لا يميز إلا اللون الأزرق.! نعم هذا صحيح فاللون الأزرق هو لون الصهيونية ولون العلم الاسرائيلي ويرمز للون الماء في نهري النيل والفرات وهي حدود الدولة الصهيونية. مارك على حق فهو لا يرى إلا لون الصهيونية فهي ملئ عينيه وقلبه.
أما عن جمع بيانات الناس (العوييم) فهذا أيضا من طبيعة شخصية مارك كقرصان انترنت(هاكر). والدليل جاء من أحد مؤلفي كتب الهاكرزوهو ستيفن ليفي ففي عام ٢٠١٠ وفي مقابلة مع ليفي أورد أن مارك أنه يرى نفسه كقرصان انترنت فقد قال:"أنه لا بأس في فتح الأشياء (يقصد مواقع الانترنت أو الحسابات البريدية) لجعلها أفضل". وهنا جدير بالذكر أن شركة فيسبوك تقيم مناسبة كل ستة إلى ثمانية أسابيع تدعوها هاكاثونز (نسبة للقرصنة على النت) بطول ليلة كاملة يشارك بها مارك شخصيا ، حيث يقضي كل موظف الليلة على مشروع لانجازه. وعن هذا قال مارك "أن العمل في الليل يتناسب مع شخصيتي".
هذه هي حقيقة فيسبوك، وإن كانت كذلك فهي حتما سلاح سري ليس معروضا للبيع. منذ نهضتها الأولى تقدمت كثير من الشركات الكبرى لشرائها وعرضت مبالغ لا يمكن رفضها ومع ذلك رفضت إدارة فيسبوك عروض الشراء تلك، وحتى عرض الملك عبد الله ملك السعودية بالشراء ببلايين الدولارات تم رفضه ، حدث ذلك خلال الثورة المصرية الأخيرة. فهكذا مشروع ليس للبيع . في عام ٢٠٠٧ أتت عروض من شركات كبرى وقد صرّح مارك حينها شارحا سبب الرفض :"إنه ليس بسبب المبلغ المعروض (تعليق: إذا هناك سبب آخر) وتابع مارك: بالنسبة لي و لشركائي أننا نبني انسياب معلومات للناس (تعليق: أي ناس؟) . وقد صرّح بنفس الكلام عام ٢٠١٠ لمجلة ويرد حيث قال:"ما أهتم له هو الرسالة التي أحملها (ما هي يا ترى؟) في أن أجعل العالم مفتوح.
المهمة السرية لفيسبوك تمنع بيع هذا السلاح لأي أحد في العالم بعد أن جندت في ايجاده كل وسائل الاعلان و الدعاية لجعله الموقع الأول في العالم لجمع المعلومات الشخصية لمئات ملايين البشر في موقع واحد وسرفر واحد وفي أيد خفية واحدة.
لهذا تم اغلاق موقع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ، ولهذا تم فتح مواقع إثارة القلاقل ، ولهذا يتم جمع المعلومات الشخصية عن مئات ملايين من البشر شرقا و غربا، شمالا و جنوبا لاستخدامها في عمليات الظلام وانتحال شخصيات حقيقية أصحابها تخلوا عن خصوصيتهم طواعية وببراءة . واستخدام تلك الشخصيات بعمليات يدعونها أمنية كاغتيال الفلسطيني محمود المبحوح في دبي عام ٢٠١٠ عندما انتحل المنفذون شخصيات من ايرلندا ، كندا، نيوزيلندا، استراليا، فرنسا وبريطانيا وارتكبوا الجريمة باستخدام أسمائهم.
الخلاصة : أبناء بلدي الأحبة خذوا حذركم من مواقع الظلام و المواقع المشبوهة كفيسبوك وتواصلوا اجتماعيا حقيقة وليس عن طريق فيسبوك فهناك مواقع اجتماعية أقل سمية منه ولكم الخيار لتتجنبوا أن تكونوا الضحية القادمة. ولكم الخيار.
المراجع:
http://en.wikipedia.org/wiki/Facebook
www.facebook.com