news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
كتاب القانون في الطب السياسي ... بقلم : ضرار بن الأزور

بما أن الموضوع المطروح في هذا المقال هو حول الطب السياسي كما هو واضح من العنوان فحتما سيكون الموضوع متلازما مع الوصف التشخيصي لبعض الأمراض السياسية التي انتشرت كالوباء في الآونة الأخيرة.


فلا طب بدون مرض. والمرحوم الشيخ ابن سينا اعتمد في كتابه الشهير الذي استعرت عنوانه اسلوب الوصف السريري للمرض ثم استعرض العلاج . أما في كتابنا هذا فسنستعرض الأمراض دون التعرض للعلاج فكل مريض يعرف علاج نفسه.

 

ومن المفيد أن أنّوه أن بعض الأمراض لا تنتج عن جراثيم، بكتريا أو فيروسات وإنما تنجم عن اختلال وظيفي ببعض أجهزة الجسم وعندها تدخل الدراسات الاحصائية بتحديد من هو المريض ومن هو السليم. مثلا إن كان عندنا مدينة جميع سكانها لا يعرفون حاسة البصر وقد بنوا حياتهم للتأقلم مع عدم وجود حاسة البصر وأوجدوا تقنيات لتسهيل حياتهم بدون تلك الحاسة عندئذ ستصبح انعدام الرؤية هي الحالة الطبيعية .  

 

فإن ولد لأحد السكان مولود عنده جهاز رؤية فإنه أي المولود سيصنف بأنه معاق ولا يستطيع التعامل مع المجتمع وتقنياته بدون تدريب خاص. والعكس صحيح. وقياسا على ذلك فالصح و الخطأ مسألة نسبية ، ولكي لا نقع في هاوية التيه وانعدام المرجعية وعدم التمييز بين السوي والمريض كان علينا أن نقع على هذا المخطوط الذي يوصّف بعض الظواهر السريرية لبعض الأمراض السياسية على سبيل التصنبف. وإليكم بعض الأمراض السارية

 

 

فرط افراز هرمون غريزة القطيع

قال أحد شعرائنا الجاهليين وأؤكد على كلمة جاهلي

وما أنا إلا من غّزية إن غوت        غويت وإن ترشد غّزية آرشد

مبينا بوضح تبعيته لغريزة القطيع. بعد ذلك تطورت غريزة القطيع عندنا وتحولت للالتزام بأمة كاملة. ودارت الأيام واليوم عدنا كما كنا لغزية و للقطيع . أعود لمرض فرط افراز هرمون القطيع ، يترافق عند المصاب بتعطل كامل الحواس والقدرات التفكيرية والشعور بثقلها لذلك يتميز المصاب بعدم الشعور بالوقت ولا يفكر فهناك من يفكر عنه ويتكلم عنه ويأكل و يشرب عنه ويأمره بالحركة بأي اتجاه فيطيع مسلوب الارادة وبدون تفكير فيستغني عن إعمال العقل و الحكمة.  تظهر الاصابة عادة على شكل إصابة جماعية فترى المصابين يتحركون بدون وعي كالأسماك في المحيط تتحرك جميعها مع التيار بدون وعي

 

الحمّى السياسية

وهو عرَض و ليس مرض ، يصاب به أفراد كما تصاب به مجموعات. يترافق بارتفاع حروري فكري و تشوش بالتفكير و يترافق عادة برؤى بعيدة عن الواقع و هلوسات تلبس الحق ثياب الباطل و الباطل ثياب الحق فتختلط الرؤية وتصدر عن المصاب تصاريح غير مسؤولة . مناطق انتشار هذا العرض غير محددة فقد تظهر في أي مكان على الأرض ولكنه حاليا منتشر بكثرة في بلدان الشرق الأوسط (بلهجة بلاد الشام) أو الشرج الأوسط (بلهجة أهل الخليج)

 

الكبت السياسي

ينتشر في المناطق الحارّة سياسيا حيث لا مجال للمساومات ولا وقت للنقاش ، وكل طرف يشد اللحاف إلى جانبه دون أي اعتبار لميزان مستقبل وحاضر البشر . وهذا المرض قديم قدم الانسان وهو من النوع المزمن و المستعصي على العلاج لم تنجو منه أمة من أمم البشر بالاتجهات الستة . يترافق هذا المرض بميل المصاب نحو كبت أنفاس خصومه والقضاء عليهم إن كان أقوى منهم . فإن كان أضعف منهم فإن المصاب يميل إلى الصمت المؤقت ويطلق من الحين إلى الآخر بعض التمتمات غير المفهومة ويتربص المنون بمن كبته وخلال ذلك يعيش الكابت هاجس ذلك المكبوت الذي يتظاهر له في أحلام هي أقرب إلى الكوابيس ويتملكه شعور علاء الدين عندما حبس الجني في الفانوس.

 

الاسهال والتقيؤ السياسي

مرضان متلازمان أكثر من يصاب بهما سكان المناطق الديموقراطية حيث نتيجة للتتافس على المقاعد السلطوية خلال فترات الحملات الانتخابية يصاب المرشحين بالتهابات ينتج عنها سيلان لا ينتهي من البيانات و الوعود الانتخابية الخّلبية غير القابلة للتطبيق وهي أشبه ما نكون "بلا قرف" الاسهال أو التقيؤ

أيضا يصاب بهذا المرض وسائل الاعلام التجارية أو المضادة التي لا تلتزم قواعد أخلاقية في أعمالها . فموادها محكومة بالربح المادي و بعدد المتابعين فقط أو بالغاية السياسية التي أنشأت من أجلها. مثل مؤسسة الجزيرة على سبيل المثال لا الحصر أو الحرّة مثلا ومحطات أخرى مقروءة ومسموعة ومرئية

 

الامساك السياسي

مرض يترافق بصعوبة إخراج وتداول المعلومات العادية في وقتها كما يترافق بضعف في الشفافية. يصاب بهذا المرض المحطات الاعلامية المعارضة و الموالية على حد سواء . أما الأفراد فيصابون بهذا المرض عند الخوف من الإدلاء بآرائهم باستقلالية

 

التخمة السياسية

أكثر من تصيب هم من الناس العاديين الذين لا وقت لديهم للسياسة و الذين يتعرضون فجأة لوجبات سياسية دسمة و متعددة كل منها مطبوخ بأقوى التوابل فيقبلون عليها دفعة واحدة وينتهي بهم الأمر بآلام واضطرابات معوية و قلق وصعوبة بالنوم

 

العهر السياسي

مرض أخلاقي أكثر ما يظهر بالدول التي تسمى عظمى (ماديا فقط وليس أخلاقيا) تتجلى أعراضه بموت الضمير وانعدام الأخلاقية في تقييم الأمور التي تمس حياة الأمم الأخرى وقد تظهر على المصاب تبلد في المشاعر الانسانية ويشعر أن له وجهان أحدهما انساني نقي و الثاتي وحش بشع لا احساس له وهو على استعداد لافتراس أقرب الناس له تحت غطاء رحماني مثال على ذلك سياسيي اوروبا و أمريكا الحناين

 

العمى السياسي

وهو فقدان الرؤية السياسية رغم وضوح الأمور وأترك هذه للقارئ كي يجد تعريفا مناسبا لها

 

2011-06-16
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد