اليوم الأربعاء 30/3/2011 يوم استثنائي في تاريخ سورية الحبيبة ، هو نقطة بل نبع إضاءة ينير الدرب الوطني و القومي من جديد ..
اليوم خرجت جماهير سورية من مختلف شرائحها و أطيافها و أعمارها ، خرجت و هتفت لوحدة الوطن ... هتفت لاتحاد الشعب بالقائد و اندماج القائد بالشعب ... هتفت لعزة الوطن وكبريائه ..
خرجت وبحجم المؤامرة التي أرادها أعداء الوطن و هزمتهم ...
خرجت بحجم قداسة دم الشهداء الذي روى تراب الوطن المقدس الغالي ...
سيدي الرئيس
عندما ألقيت خطاب القسم في 17/7/2000 قراناه و أعدنا قراءته مراراً و تكراراً و كم كنا نقاطع بعضنا لنقول هذه أفكارنا ، هذه أحلامنا ، هذه أمنياتنا ، هذا ما نريده و ما نطلبه ....
أنت من دعا إلى الإصلاح الإداري و الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي ، و الأهم أنت من دعيت فيه إلى الصدق ، و الأمانة و الإخلاص و الشفافية في التعامل مع كل شيء ، أنت من دعيت بداية الإصلاح من الأسرة ... أنت من دعيت إلى اعتبار المنصب مسؤولية و ليس امتيازاً ...
أنت .... و أنت ... وأنت ...
ما دعيت إليه كان منا ، من طموحاتنا و أحلامنا ، فكنت منا و بذلك اندمجت مع شعبك و وطنك ..
ومن 17/7/2000 إلى 30/3/2011 مرت على بلدنا فترات عصيبة جداً ، وظروف موضوعية خارجية حيكت من خلالها أحقر المؤامرات سواء من قبل الأعداء أو أنظمة الاعتلال العربي ...
فكنت خير من يرفع رأس سورية عالياً .... و كنت خير من يقرأ المستقبل و يتخذ القرار الصحيح السليم سلامة النوايا و التوجهات ، فعارضت الغزو الأمريكي للعراق ، و لعل توصيفك أما القادة العرب وقتها لما ستؤول إليه أوضاع الشعب العراقي و العربي و حتى الأنظمة العربية .. و رفضك شروط كولن باوول و حماية المقاومة في لبنان و فلسطين و ... و ... خير دليل على صدقك و نبلك و قراءتك للمستقبل ....
كنا ولا نزال نفتخر أننا سوريين ، و ازداد فخرنا بما بنيته لنا من مجد قومي نعتز به أمام العرب و العجم ....
و اليوم يا سيدي الرئيس تحقق مع شعبك – الذي أحبك – نصراً ما بعده نصر ... و نريده نصراًً وطنياً بامتياز كما كان نصرك قومياً ...
اليوم الشعب من أمامك و من خلفك و من حولك و بأقدس المقدسات بالروح و الدم يحميك ويفديك ..
اليوم دم الشهداء يناديك و أنت خير من استجاب لنداء الشعب ، دم الشهداء في درعا و اللاذقية و كل قطرة دمك سقطت في رحاب أرض وطننا الغالي دفاعاً عن الحرية و عن الوطن ...
اليوم كل الشعب معك لبناء سورية الحديثة ، سورية الحضارة والأصالة ...
اليوم كل الشعب معك للتغيير و التطوير و محاربة الفاسدين و المفسدين و المندسين و العابثين بأمن و آمان الوطن ....
اليوم كل الشعب بانتظار حكومة تعبر عن آمالك و طموحاتك و أمنياتك لشعبك ... حكومة تسعى لتحقيق الحياة الكريمة لشعبك ، حكومة تعمل على زيادة الدخل الوطني بالجد و العمل و الإنتاج و ليس بزيادة الضرائب و توفر فرص العمل الحقيقة لمكافحة البطالة و تحافظ القطاع العام الضمان الوحيد للمجتمع و تكافح من يمتص دم و جيوب الشعب ...
حكومة تستبدل كل الإدارات المتهرئة ، التي ما استطاعت أن أتطبق أفكارك و رغباتك لشعبك
تلك الإدارات التي استخدمت اللاصق على كراسيها فلا تغادرها ...
اليوم كل الشعب ينتظر منك سيدي الرئيس قرارات عظيمة وكبيرة ، عظم الدم الذي سقط ، عظم الشعب الذي خرج يهتف بحياتك ، و يهتف بالوفاء لك و للوطن و للوطن ...
و لتبق الشام – بإذن الله – عرين الأسد الذي لا يصام على مر الزمان....
و ليبق وطننا أجمل الأوطان ...