العنوان غريب، ولكن الذي يحدث على أرض الواقع خصوصاً في العائلات المركبة التي يعيش فيها الأبناء وزوجاتهم مع الآباء
وبمجرد دخول عروس الابن من باب البيت إلى حياة العائلة تعتبر الأم أنها فقدت ابنها روحياً ولم يبق منه إلا جسده، وإن من اصطاد روحه هو القريبة “العدوة” التي تعتبرها الأم بديلتها على عرش البيت وعدوتها، وإذا تعدد الأبناء وزاد عدد الأعداء المرشحين لوراثة العرش، والمصيبة أن دموع الأم تنهمر فرحاً عند دخول زوجة الابن إلى البيت، ولكن في اليوم التالي تنقلب المعايير وتجف الدموع التي تتحول إلى تحجر في العواطف وجفاف في اللسان وخشونة في المعاملة، وتضطر زوجة الابن إلى الاستماع إلى أبيات من الموشحات اليومية من الانتقادات .
كل ذلك هو تنفيس عن ضغط نابع من خوف على فقدان المكانة ووسيلة دفاع بالهجوم المبكر ومحاولة تحطيم البديل معنوياً لتأخير عملية تبدل المواقع لأطول فترة ممكنة، لأنه إذا تحولت سيدة البيت إلى أرملة تحولت إلى شبه لاجئة في بيتها ومملكتها منزوعة الصلاحيات على الأغلب ومحرومة من أبسط الحقوق وتحصد بعض من الشوك الذي زرعته وربما أكثر اعتماداً على أخلاقيات السيدة الجديدة، وهناك حكاية مشهورة عن شدة حب الحماة العكسي لكنتها عندما قالت لها: “أمامك كيس الخبز ولكن لا تقسمي الصحيح ولا تأكلي من المقسم ويمكنك أن تأكلي حتى تشبعي”، وهذه وصايا انتقامية وتسلطية بترك المسكينة جائعة، لأن المسموح به فقط هو الاستمرار في معاناة الجوع حتى الموت، وهذه الأمثلة هي لفئة من الناس لا تنطبق على الجميع ولكنها ظاهرة .